بيــــــــــــــــــــان
بعد سنتين من الوعود العرقوبية والتسويف و التماطل المقصود في الإفراج عن الميزانيات المخصصة للبحث العلمي، بموجب التعاقد بين المؤسسة و المراكز من جهة، و رئاسة جامعة محمد الخامس من الجهة الأخرى، و بعد ما بلغ اليأس و التدمر مبلغه من نفوس ألأساتذة الباحثين بكليتنا، الذين عبروا عن فقدانهم الثقة في إمكانية بناء المشاريع البحثية في إطار الهياكل الجديدة، التي أرسى دعائمها الرئيس السابق وانخرط فيها كل الأساتذة الباحثين بالمؤسسة بديناميكية كبيرة، عقد المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي اجتماعين طارئين مع رِؤساء مراكز البحث الثلاثة بكلية الآداب الرباط، وحاملي المشاريع المندرجة في إطار الشراكة بين الوزارة الوصية و المركز الوطني للبحث العلمي و التقني حول “كوفيد 19″، قصد تدارس هذا الوضع الشاذ و اتخاذ الإجراءات و الخطوات اللازمة لوضع حد لحالة العبث هذه. و بعد نقاش مطول و عميق، غلبت عليه الغيرة على المؤسسة و دورها التقليدي في النهوض بالبحث العلمي في الآداب و العلوم الإنسانية و الاجتماعية بالمغرب، وخيم عليه جو اليأس و التدمر و الحسرة على السنتين الضائعتين، خلص الاجتماعان إلى ما يلي:
- يستنكر الأساتذة عملية الوأد الممنهج للبحث العلمي بكلية الآداب الرباط من خلال امتناع رئاسة الجامعة غير المبرر عن صرف ميزانيات البحث العلمي، سواء تلك التي تخص مراكز البحث الثلاثة للمؤسسة أو تلك المرتبطة بمشروع ابن خلدون للعلوم الإنسانية و الاجتماعية.
- يعتبرون إقصاء المشاريع التي تقدمت بها كلية الآداب في إطار مشاريع البحث حول كوفيد 19، المذكورة أعلاه، فضيحة مدوية تتحمل رئاسة الجامعة المسؤولية الكبرى فيها، خاصة و أن المشاريع تقدم بها أساتذة مشهود لهم وطنيا و دوليا بالخبرة و الحنكة و التجربة في بناء المشاريع و تقييمها، كما أن جلهم من أهم الخبراء المعتمدين لدى المركز الوطني للبحث العلمي و التقني. تتحمل الرئاسة المسؤولية الأولى لأنها ساهمت في عملية الانتقاء الأولي بطريقة تحوم حولها الشبهات و الكثير من الأسئلة.
كما يعتبرون إقصاء مشاريعهم، في هذا الظرف الخاص جدا، جريمة في حق البلاد و البحث العلمي يصعب تصحيحها، ظرف يحتاج فيه الوطن إلى كل طاقاته خاصة تلك التي راكمت خبرات عالية تتهافت عليها الجامعات و المؤسسات الدولية. إنه إقصاء حرم باحثات و باحثي
مؤسستنا العريقة من شرف المساهمة الفعلية في مجابهة الجائحة بواسطة البحث العلمي خدمة للوطن و المواطنين.
- يتأسفون على إجهاض كل المجهودات الجبارة التي قام بها الرئيس السابق، و انخرط فيها أساتذة الكلية كافة بحيوية و عن اقتناع حقيقي، من أجل هيكلة البحث في العلوم الإنسانية و الاجتماعية و الآداب و النهوض بها.
لقد كانت كلية الآداب من أول المؤسسات و أكثرها انخراطا و نشاطا في الهيكلة التي أسفرت عن ثلاثة مراكز كبرى يضم كل واحد منها أكثر من سبعين باحثة و باحث، كما أنها تميزت، و لأول مرة، بالغنى و التنوع و التكامل و الانفتاح بين التخصصات التي كان من الصعب بل من المستحيل الجمع بينها في الماضي.
أمام هذه الوضعية، الشاذة، المؤسفة و المؤلمة في الآن نفسه:
- تساءل المجتمعون، بامتعاض و اندهاش شديدين، عن الغاية من وراء السعي إلى هدم صرح البحث العلمي بكلية الآداب بالرباط، التي تعتبر الأصل في البحث العلمي في العلوم الإنسانية و الاجتماعية و الآداب في المغرب، و لها تاريخ كبير و تقاليد عريقة و تراكم في هذا المجال يشهد بهم القاصي و الداني في الوطن و خارجه، و يصعب على أي كان تجاهله أو السعي إلى طمسه بجرة قلم.
- أجمعوا على الشروع في اتخاذ قرار جماعي بتجميد العضوية و العمل داخل هياكل و بنيات البحث بالمؤسسة في أفق الانسحاب النهائي منها إلى حين تغير الوضع.
- طالبوا بإلحاح بضرورة عقد لقاء مع السيد وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي، و السيد الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي و البحث العلمي من أجل إطلاعهما على واقع الحال و سوء المآل و العمل معا على تصحيح هذا الانحراف.
- أكدوا على ضرورة التواصل مع الرأي العام الجامعي المحلي، الجهوي و الوطني للتنديد بكل المضايقات التي يعاني منها البحث العلمي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وفي الختام حيا المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي لكلية الآداب الرباط رؤساء مراكز البحث وحاملي المشاريع، ومن خلالهم كل مكونات بنيات البحث بمؤسستنا على استماتتهم في الدفاع عن مكانة و سمعة كليتنا العتيدة في مجال البحث العلمي، و كذا التفافهم الواعي و المسؤول حول إطارهم العتيد من أجل صون حقوقهم و مكتسباتهم.
ملحوظة: رغم حالة الحصار “الميزانياتي” المضروب على المؤسسة منذ ما يقارب السنتين، فإنها نظمت، بفضل اجتهاد و خبرة و مجهودات الأستاذات و الأساتذة و تعاون الفاعلين بها، ما يزيد عن التسعين ندوة دولية و عدد كبير من الندوات الوطنية و ما يقارب العشرين مؤلفا.
المـكـتــب المحــلــي