تبقالت في زمن كورونا
صالح أوسار
لقد أثبت تجار البقالة في زمن كورونا خلال هذه الظروف العصيبة انهم في مستوى الحدث المأساوي الذي يعيشه المغاربة وأنهم كانوا رجالا مرابطين من أجل خدمة المواطنين وتوفير حاجياتهم الاساسية والضرورية، ولم يتخلفوا او يتراجعوا عن أداء هذا الدور النبيل والحيوي وكان لهم الدور الايجابي في ضمان مستلزمات المستهلكين.
انهم بالفعل مرابطين وجديرين بالثقة والاحترام والتقدير كما عاهدناهم دوما وأبدا رغم بعض الممارسات والاستفزازات التي تعرض لها التجار من طرف بعض أعوان السلطة الذين لم يقدروا ظروف اللحظة ولم يراعوا الاكراهات المتزايدة على القطاع والتجار عموما وعمدوا للتشهير بالبقال وتحميله أخطاء تجار الجملة وتقلبات أثمنة السوق وجشع المواطنين الذين ساهموا بشكل كبير في فقدان ونقص عديد من المواد الاساسية من السوق، ولم تراعي هذه السلطة الظروف الصعبة التي يشتغل فيها هذا البقال من غياب للحماية والوقاية الصحية وأدوات العمل المختلفة.
وعندما أرادت الحكومة تطبيق قرار إلزام المواطنين بوضع الكمامات فقد لجأت للبقال وحده لتوفير هذه المادة الأساسية عبر نقاط البيع المتوفرة عبر التراب الوطني والتي تحمل فيها هي الاخرى البقال كثيرا من المصاعب والمشاكل للارتباك الذي تصرفت به الحكومة مع الموضوع، هذا الارتباك بدى واضحا عندما قررت الحكومة اجبارية وضع الكمامات الواقية ليلا وطالبت المواطنين بتنفيذه صباحا وهو ما خلق ازعاجا للبقال عندما لم تستطع الشركات الموزعة توفير العدد الكافي من الكمامات للمواطنين ووضعته مرة اخرى موضع الشك والارتباك.
فقد أظهر البقال مرة اخرى انه رجل المرحلة بامتياز واحد الاطراف المعول عليها لأنه استطاع رغم هذه الظروف الصعبة ان يتعامل بمرونة في توزيع هذه الكمامات وفي بعض الاحيان قام هذا البقال بتوزيعها بثمنها الاصلي وبدون مقابل للضعفاء والمحتاجين ، كما ان السلطة مرة اخرى لم توفر الظروف المناسبة لهذا البقال لأداء دوره كما يجب.
ولن ننسى الدور الكبير الذي قامت به النقابة الوطنية للتجار والمهنيين من خلال لجنة اليقظة والتتبع التي كان يشرف عليها الاخ نبيل النوري خصيصا عندما كان يتابع كل التدابير اليومية لواقع القطاع والتدخل في حينه لمواكبة متطلبات المرحلة ونفس الامر بالنسبة لباقي جنود الخفاء الذين سهروا على حماية المنتسبين للقطاع عبر المتابعة الميدانية لظروف اشتغالهم وعلاقتهم بالمواطنين،كما نحيي الدور الكبير الذي قامت به التنسيقية الوطنية للهيآت المهنية الاكثر تمثيلية عندما تقدمت بمذكرة مطلبية شاملة لرءيس الحكومة ولباقي القطاعات الحكومية الاخرى المشار اليها عبر المراسلات المختلفة المسلمة لها والتي طالبت فيها بضرورة تمكين التجار والمهنيين من الدعم والمساعدة لمواكبة وباء كورونا .
ولن يفوتنا ان نشيد بالدور الكبير والمهم لصاحب الجلالة محمد السادس الذي أعفى المكترين من أداء واجبات الكراء للمحلات الوقفية طيلة فترة الحجر الصحي، وهي الفرصة مناسبة كذلك لرؤساء الجماعات الترابية للقيام بنفس الخطوة في حق المكترين للأملاك الجماعية .
لقد أظهرت النقابة الوطنية للتجار والمهنيين عن قدرتها الكبيرة في تعاطيها مع أزمة كورونا وحاولت قدر المستطاع تدبير هذا الملف بحكمة ومسؤولية عالية كما هو معهود فيها .