تراجع معدل الإصابة بالسيدا بـ 25 في المائة منذ 2010 بالمغرب
يحيي العالم في الأول من دجنبر من كل سنة، اليوم العالمي للسيدا الذي يركز هذا العام على الدور الأساسي لمنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في التصدي لفيروس فقدان المناعة المكتسبة.
وتشير أرقام برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية حول حالة الوباء، إلى تحسن في بعض الجوانب المتعلقة بالمرض، وتراجع في جوانب أخرى، حيث انخفض معدل الإصابات الجديدة بـ40 في المائة منذ 1997، و16 في المائة منذ 2010، وتراجعت أعداد الوفيات المرتبطة بالفيروس بنسبة 55 في المائة منذ أعلى مستوياتها في 2004، و33 بالمائة منذ 2010، في ظل بلوغ عدد المصابين رقما قياسيا وصل إلى 38 مليون شخص.
ووعيا بالدور الهام للمنظمات المدنية في مساعي القضاء على الوباء، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للسيدا، على “الحاجة إلى الاستفادة من دور المنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية التي تقدم الخدمات المتعلقة بالفيروس وتدافع عن حقوق الإنسان وتقدم الدعم”.
وأضاف غوتيريش أنه “حيثما وجد للمجتمعات المحلية إسهام، يغدو التغيير واقعا، ويؤتي الاستثمار أكله، وتصبح المساواة والاحترام والكرامة حقيقة واقعة”، معتبرا المجتمعات المحلية المدخل إلى القضاء على السيدا.
وتابع أن القضاء على وباء السيدا بحلول عام 2030، كما تضمنته أهداف التنمية المستدامة، يتطلب جهدا تعاونيا مستمرا، مشيرا إلى عمل الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني والشركاء الآخرين معا، لزيادة فرص الحصول علي الخدمات الصحية ووقف الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث بلغ عدد المصابين بالفيروس والذين يتلقون العلاج أكثر من 23 مليونا عام 2018.
كما أبرز المسؤول الأممي الدور الأساسي للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء العالم في مكافحة هذا الوباء، من خلال مساعدة الناس في المطالبة بحقوقهم، والعمل على توفير إمكانية الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية، لا سيما للفئات الأكثر ضعفا وتعرضا للتهميش، مؤكدا أن موضوع الاحتفال هذا العام يبرز أن المجتمعات المحلية هي التي تحدث الفرق.
لكنه أشار في المقابل، إلى بلوغ أعداد المصابين بالفيروس رقما قياسيا بلغ 38 مليون شخص مع تسجيل انخفاض في الموارد المتاحة للتعامل مع الوباء بمقدار مليار دولار العام الماضي، وهي معطيات تدل على الحاجة الماسة للاستفادة من دور المنظمات التي تقودها المجتمعات المحلية في تقديم الخدمات المتعلقة بالفيروس وتدافع عن حقوق الإنسان وتقدم الدعم.
بدوره، أكد مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية في المغرب، كمال العلمي، أن اليوم العالمي للسيدا يعد مناسبة للدعوة إلى إقامة شراكة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز جهود محاربة هذا الوباء.
وأضاف العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن آخر المعطيات التي تضمنها تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية تشير إلى أن نسبة خفض الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة لم تتجاوز 16 في المائة، بينما كان الهدف أن تبلغ تلك النسبة 75 في المائة في أفق 2020.
وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أشار العلمي إلى إن معدل الإصابات الجديدة بالفيروس سجل ارتفاعا بلغ 10 بالمائة في 2018، كما زاد معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض بنسبة تسعة بالمائة.
وعلى الصعيد الوطني، أبرز المسؤول الأممي أن المغرب نجح في تخفيض معدل الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة بنسبة 25 في المائة، حيث يصنف برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية المملكة كبلد رائد على هذا الصعيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بفضل الالتزام السياسي القوي والشراكة القائمة منذ سنوات بين وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني.
وتمكن هذه الشراكة، يضيف العلمي، من توسيع برامج الوقاية والعلاج، مع اتباع نهج قائم على احترام حقوق الإنسان في مسار الكفاح ضد الوباء.
وفي هذا الصدد، ذكر المسؤول الأممي بأنه خلال ورشة إقليمية حول الابتكارات والكشف نظمت في نونبر، جرت الإشارة إلى المغرب باعتباره البلد الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي أحدث أساليب مبتكرة معترف بها عالميا مثل الفحص الذاتي والطب الوقائي، وهو ما سيمكن المغرب من مواصلة جهوده لتحقيق الأهداف المسطرة دوليا.
ويعتبر اليوم العالمي للسيدا أحد أبرز الأيام الصحية العالمية التي تحييها منظمة الأمم المتحدة، ويشكل مناسبة سنوية للتذكير بأن فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال يفتك بالملايين من البشر، وكذلك مناسبة للحث على تغيير النظرة المجتمعية السلبية تجاه المصابين بالفيروس ومكافحة التمييز ضدهم. كما يعد موعدا للاحتفال بالإنجازات التي جرى تحقيقها في مسيرة الكفاح ضد الوباء مثل تقليص عدد الإصابات وزيادة فرص الوصول إلى الخدمات العلاجية والوقائية.