تعرف على النظام الجديد لهواتف “هواوي” والذي ستنافس بها “أي أو أس” و”أندرويد”
أفاد موقع ” اندبندنت العربية” يوم السبت 10 غشت 2019، بأنّ شركة هواوي الصينية، أعلنت في مؤتمر للمطورين عن إطلاق نظام تشغيل جديد خاص بها، يحمل باسم “هارموني أو أس” HarmonyOS، قائم على تقنية النواة الصغريّة “Microkernel”، ويُفترض بحسب الشركة أن يوفر “تجربةً سلسة للمستخدم في كل الأجهزة والسيناريوهات”.
ونقل االموقع عن ريتشارد يو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “هواوي” لأعمال المستهلكين، أنّ دوافع الشركة لتطوير نظام التشغيل الجديد، وقال “نحن اليوم على أعتاب عصر يتوقع فيه الناس الحصول على تجربة ذكية وشاملة عبر كل الأجهزة والسيناريوهات، ما جعلنا نلمس أهمية ابتكار نظام تشغيل مبتكر مزوّد بقدرات محسّنة مهما اختلفت المنصات. كنا بحاجة إلى نظام تشغيل يدعم جميع السيناريوهات، ويمكن استخدامه في مجموعة واسعة من الأجهزة والمنصات، ويستطيع تلبية متطلبات العملاء من حيث سرعة الاستجابة وارتفاع مستويات الأمان”.
وبحسب ” اندبندنت العربية “، فإنّ النظام الجديد يتوافق مع الهواتف الذكية وأجهزة التلفاز وحتى الساعات الذكية وغيرها، ويهدف إلى منافسة أنظمة مثل “آي أو أس”iOS الخاص بأجهزة “أبل”، و”أندرويد” Android التابع لـ “غوغل” الذي يعمل على أغلب الأجهزة الذكية.
ويُعدّ إطلاق “هواوي” لهذا النظام بمثابة تحذير لشركة “غوغل” في حال عزمها على منع تثبيت “أندرويد” على أجهزة الهواتف الذكية الجديدة التي تصنعها الشركة الصينية، إذ سبق أن مُنع تثبيت “أندرويد” على أجهزة “هواوي” الجديدة، إثر خلاف بين الولايات المتحدة والشركة الصينية، لكن المنع رُفِع حالياً بشكل مؤقت.
ويُعتبر “هارموني أو أس” نظام تشغيل خفيف ومدمج مع خواصّ وظيفية قوية، وسيُستخدم أولاً في الأجهزة الذكية مثل الساعات الذكية والشاشات الذكية، ونُظُم السيارات، ومكبّرات الصوت الذكية. وأوضحت “هواوي” أنها تسعى من خلال عملية التطبيق هذه، “إلى إنشاء نظام بيئي متكامل ومشترك عبر الأجهزة، وتشكيل بيئة تشغيل آمنة وموثوقة، وتوفير تجربة ذكية شاملة عبر كل تفاعل مع كل جهاز”.
ونقل الموقع عن الشركة المنتجة بان النظام الجديد يتمتع بأربع مميزات هي، أولاً “السلاسة”، إذ تعتبر أنه “أول نظام تشغيل من نوعه مع بنية موزّعة توفر تجربة سلسة عبر كل الأجهزة. وبفضل الاعتماد على تلك البنية وتكنولوجيا الناقل الافتراضي الموزّع، يوفر “هارموني أو أس” منصة اتصالات مشتركة، وإدارة بيانات موزّعة، وجدولة البيانات الموزّعة، فضلاً عن أجهزة طرفية افتراضية”. وأضافت أنه “مع هذا النظام، لن يعود مطورو التطبيقات بحاجة إلى التعامل مع التكنولوجيا الأساسية للتطبيقات الموزّعة، ما سيتيح لهم التركيز على مفهوم الخدمة الفردية الخاصة بهم. وسيكون تطوير التطبيقات الموزّعة أكثر سهولة من أي وقت مضى”.
الميزة الثانية للنظام الجديد بحسب “هواوي” هي “السرعة”، إذ تقول الشركة الصينية أن “هارموني أو أس” “يتصدى لتحديات ضعف الأداء بالاعتماد على محرك تعزيز سرعة الاستجابة وكفاءة الاتصالات الداخلية بين العمليات (IPC). ويتولى محرك تعزيز سرعة الاستجابة مسؤولية تحديد أولويات تنفيذ المهمات وحدود الوقت للجدولة. وستتجه المصادر نحو المهمات ذات الأولوية العليا، بشكل يخفض زمن استجابة التطبيقات بنسبة 25.7 في المئة”. وأضافت أنه “قياساً بالنظم الحالية، تملك تقنية النواة الصغريّة Microkernel قدرة على جعل أداء الاتصالات الداخلية بين العمليات أكثر كفاءة خمس مرات”.
أما الميزة الثالثة فهي “الأمان”، إذ يعتمد النظام الجديد بحسب الشركة الصينية، على “تصميم جديد كلياً لتقنية النواة الصغريّة Microkernel، الذي يمتاز بمستوى محسّن من الأمان وانخفاض سرعة الاستجابة. كما صُممت النواة الصغريّة لتبسيط الخواص الوظيفية لنواة المعالجة، وتنفيذ أكبر عدد ممكن من خدمات النظام في نمط المستخدِم خارج النواة، وإضافة طبقة حماية أمنية مشتركة. وتوفر النواة الصغريّة الخدمات الأساسية فقط، مثل جدولة السلاسل والاتصالات الداخلية بين العمليات”.
ويعتمد تصميم النواة الصغريّة في نظام التشغيل “هارموني أو أس” على “أسلوب تحقق رسمي لإعادة تشكيل مفاهيم الأمان والموثوقية من الألف إلى الياء، وفي بيئة تنفيذ موثوقة “تي إي إي” .TEE وتُعتبر أساليب التحقق الرسمية مقاربات رياضية فعّالة للتحقق من صحة النظام من المصدر، بينما تقتصر أساليب التحقق التقليدية – مثل التحقق الوظيفي ومحاكاة الهجوم – على سيناريوهات محدودة. وخلافاً لذلك، يمكن أن تستخدم الأساليب الرسمية نماذج بيانات للتحقق من كل المسارات النشطة للبرنامج”.
وأشارت “هواوي” إلى أن “هارموني أو أس” “يُعتبر أول نظام تشغيل يعتمد على أسلوب التحقق الرسمي في الأجهزة ضمن بيئة تنفيذ موثوقةTEE، ما يعزز مستويات الأمان بدرجة كبيرة. وتبدو احتمالات الهجوم صغيرة بشكل كبير نظراً لاحتواء تقنية النواة الصغريّة فيه، على قدر أقل من الترميز (حوالى واحد بالألف مما يوجد في نواة لينوكس Linux).
أخيراً الميزة الرابعة هي وجود “نظام موحّد”، وتقول “هواوي” إنه “بفضل بيئة التطوير المتكاملة على أجهزة عدة، والتجميع الموحّد بلغات عدة، وأدوات البنية الموزّعة، يملك نظام “هارموني أو أس” قدرةً على التكيّف تلقائياً مع مختلف التفاعلات وعناصر التحكم بتخطيط الشاشة، ودعم عناصر التحكم بالسحب والإفلات والبرمجة البصرية الموجهة للمعاينة. ومن خلال ذلك، يمكن للمطورين إنشاء تطبيقات تعمل على أجهزة عدة، وبشكل أكثر كفاءة. وتسهم بيئة التطوير المتكاملة على أجهزة عدة في منح المطورين قدرةً على برمجة تطبيقاتهم مرة واحدة ومن ثم نشرها على الأجهزة، ما ينشئ نظاماً بيئياً متكاملاً عبر كل أجهزة المستخدِم”.
من جهة أخرى، لفتت الشركة الصينية إلى أن “هواوي آرك كومبلاير” HUAWEI ARK Compiler يُعدّ “أول مجمّع ثابت يعمل بمستوى يضاهي أداء الجهاز الافتراضي على أندرويد، ويمنح المطورين قدرة تجميع مجموعة واسعة من لغات برمجة الآلات المتطورة في بيئة مفردة وموحّدة. ويؤدي دعم التجميع الموحّد بلغات برمجة متعددة في HUAWEI ARK Compiler إلى مساعدة المطورين في تحسين إنتاجيتهم بشكل كبير”.
الصورة من UNGEEK