تعنت مؤسسة خصوصية ببوعكاز يهدد بحرمان التلاميذ من إجتياز إمتحانات الباكالوريا
على عكس التوجهات المسؤولة والخيارات اللبقة التي بادرت بها أغلب مدارس التعليم الخصوصي بمدينة مراكش لتجاوز أزمة واجبات التمدرس عن بعد لشهر أبريل , ماي و يونيو , تواصل مؤسسة عريقة للتعليم الخصوصي بحي بوعكاز تعنتها وإصرارها على إغلاق أبواب الحوار في وجه أباء وأولياء التلاميذ ورفض تلقي مقترحاتهم لتجاوز الأزمة وترفض بشكل قاطع الإستجابة لأي مطلب من مطالبهم وهو ما يهدد بنسف كل الجهود المبدولة لتجاوز هذه الأزمة التي من شأنها حرمان تلاميذ الباكالوريا من إجتياز إمتحاناتهم الإشهادية .
حدة الأزمة وصلت بين إدارة المؤسسة وأباء التلاميذ صباح أمس الإثنين إلى النفق المسدود حيث لا زالت إدارة المؤسسة بعيدة عن التقييم الموضوعي للمشاكل المطروحة وتتشبت بتفكيك أجزاء المشكل إلى جزيئات صغيرة غير مرتبطة في الوقت الذي وصلت فيه مقترحات الأباء إلى حد مطالبة المدير التربوي بإلتزام حدود اللباقة و الإحترام خصوصا بعد إدلاءه بتصريحات عشوائية فجرت في صفوفهم غضبا عارما بعدما إشترط شروطا وصفوها ب((الصادمة وغير المعقولة)) من ضمنها تقديم طلب شخصي من طرف كل أب على حدة موجه لإدارة المؤسسة يعلل من خلاله الظروف المادية المزرية التي تستوجب إعفاءه الكلي أو الجزئي من أداء واجبات (التمدرس عن بعد) خلال شهر أبريل وماي و يونيو عوض التعليم الحضوري الذي سبق أن أعلنت الوزارة الوصية عن توقيفه بشكل مؤقت خلال الأشهر الثلاثة المذكورة وذلك في إطار التدابير الإحترازية للحد من تفشي فيروس كورونا بالمغرب .
التصريح المذكور إنضاف لشرط أخر وضعه المدير التربوي بصفة أحادية و يعطي من خلاله الحق لإدارة المؤسسة في ((سلطة تقديرية)) تخول لها صلاحية الإعفاء الكلي أو الجزئي أو النسبي لواجبات (التمدرس عن بعد) أو رفض الإعفاء والمطالبة بواجبات التمدرس مع تجاهل تبعات جائحة كوفيد19 وذلك بعد دراسة كل ملف على حدة , في الوقت الذي يرى أباء التلاميذ أن النتائج العملية للدروس عن بعد كانت هزيلة ولا تتناسب مع قيمة الدروس الحضورية وهو ما يجعل أداء واجباتها غير متوازن ومن شأنه إثقال كاهلم بمصاريف يعتبرونها هلامية وغير واقعية ولا يمكن في أي حال من الأحوال أداء قيمتها بالتساوي مع قيمة الدروس الحضورية التي تبقى قيمة أساسية للتعلم والمعرفة ولا يمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال البديلة أو المؤقتة مستدلين في طرحهم بقرار الوزارة الوصية التي أعلنت عن حصر الإمتحانات الإشهادية في الدروس التي تلقاها التلاميذ بشكل حضوري .
التصريحات غير المنضبطة التي يدلي بها المدير التربوي إعتبرها أباء وأولياء التلاميذ إهانة لهم ولمجهوداتهم وخصوصا أنهم شركاء حقيقيين في إنجاح العملية التعليمية بالمؤسسة و مساهمين على الدوام في صناعة جودة المنتوج التربوي وهو ما يخول لهم أخلاقيا ومبدئيا المساهمة في صياغة مقترحات جادة ومسؤولة لتجاوز الأزمة التي جاءت نتيجة التداعيات الإقتصادية والإجتماعية التي خلفتها جائحة كورونا على عموم المجتمع المغربي دون إستثناء والتي ساهموا أيضا في التخفيف من وطأتها على مستوى تعلم أبنائهم من خلال تجندهم لتكملة الدروس عن بعد وذلك بعد أن إتضح لهم أنها جاءت منقوصة وغير مكتملة ودون جدوى
ومن ضمن المقترحات التي تقدمت بها إدارة المؤسسة ايضا وفق ما أشار له مديرها التربوي –إستعداد المؤسسة للإعفاء الكلي للأباء الذين لا يتوفرون على سيارة,و إعفاء الأباء من مصاريف النقل المدرسي خلال الأشهر الثلاثة التي لم يكن فيها أصلا أية حركة للتنقل , هذه المقترحات الفريدة وغيرها إنضافت لمجموعة من المقترحات المشابهة سبق و تقدمت بها المؤسسة دون أن تعطي بصيصا من الأمل للأباء والأمهات الذين يطمحون بشدة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة بنجاح, وخصوصا أن موعد الإمتحانات الإشهادية بات قريبا وأغلب المؤسسات التعليمية الخاصة بالمدينة إن لم تكن كلها وجدت حلولا توافقية لتجاوز تبعات هذه الأزمة وذلك بالتراضي ما بين جميع الأطراف .
ويعتبر أباء وأولياء التلاميذ المقترحات التي تتقدم بها إدارة المؤسسة دعوة صريحة لإهانتهم والتهكم عليهم بعدما كانوا يعتبرون أنفسهم شركاء حقيقيين في إنجاح العملية التعليمية بالمؤسسة وكانوا دوما ركيزة أساسية لتأهيل أبنائهم في تحصيلهم المعرفي والأكاديمي وهو ما يخول لهم مبدئيا وأخلاقيا الإنضمام لخلية تدبير الأزمة عبر تقديم مجموعة من المقترحات الجادة والمسؤولة وهو ما ترفضه إدارة المؤسسة مكتفية بإملاء قراراتها الإدارية التي يرى الأباء أنها لا تتجاوب مع إكراهات جائحة “كوفيد19” ولا تراعي بتاتا أن النسبة الأكبر منهم مرتبطين في مداخيلهم المالية بقطاع السياحة الذي يعد وفق التقارير الرسمية أكبر قطاع متضرر على مستوى الجهة ككل .بالإضافة لقطاع البناء وقطاع التجارة الحرة .
ما يزيد من محنة أباء تلاميذ هذه المؤسسة هو أنهم يواجهون مصيرا فرديا تسببت فيه إدارة المؤسسة بعد إتخادها لإجراءات معزولة لا تتماشى مع متطلبات المرحلة ولا تشبه الإجراءات المتخدة من طرف أغلب المؤسسات المشابهة بالمدينة و التي تجاوزت المرحلة بسلام بعد أن قدمت مقترحات معقولة ومنصفة لجميع الأطراف مكنت من إنطلاق التحضيرات للإمتحانات الإشهادية في ظروف مثلى وكذا التحضير للموسم الدراسي المقبل
أباء التلاميذ باتوا مضطرين ومجبرين في ظل هذه الظروف الصعبة لتأسيس تنسيقية مصغرة جدا بإمكانها الدفاع عن مصالح أزيد من 260 أب وأم وبإمكانها أيضا الترافع أمام جميع الجهات المختصة في حال إستمرت إدارة المؤسسة في تعنتها و عدم إكتراتها بمطالب الأباء والأمهات .