“تفكيدة العيد ” . تثمين لروابط الأسر المراكشية وإحياء صحي للمولد
عبد الحميد زويت -مراكش24
لم تقوى أغلب العائلات المراكشية العريقة على تجميد وتوقيف عاداتها وتقاليدها الأصيلة خلال احتفالات عيد المولد النبوي الشريف لهذه السنة ,وأحيت عادة قديمة جدا تسمى عند الأسر العريقة “تفقيدة” .., هذه العادة الجديدة/القديمة مكنت أغلب الأسر من تثمين روابطها الأسرية وإحياء طقوس العيد وأيضا ضمان الشروط الفضلى لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد .
عادة “تفكيدة” كانت في الأصل مخصصة لتبادل الهدايا خلال فترات الأعياد بين الخطيب وخطيبته وأيضا بين الأحباب والأقارب القاطنين في مدن مختلفة و تحولت خلال فترة عيد المولد النبوي الشريف هذه السنة لخيار صحي بديل لتبادل الحلويات و شهيوات العيد ما بين الأحباب القاطنين بنفس المدينة ومنهم القاطنين في نفس المنطقة وذلك تجنبا للإجتماعات الطويلة والمتواترة التي يمكن أن تشكل عاملا أساسيا لنقل العدوى لكبار السن .
عادة “تفكيدة” خلال إالإحتفال بمولد الرسول الكريم هذه السنة إرتكزت على الإكتفاء بإرسال تشكيلة متنوعة وواسعة من الحلويات المنزلية و توزيعها تباعا على أفراد العائلة دون الحاجة للتنقل الجماعي وذلك عبر تكليف فرد واحد من الأسرة علاوة على التواصل بالهاتف والدردشة المطولة لتبادل التهاني والتبريكات والصلاة على الرسول الكريم .
وطغت أيضا على طقوس العيد هذه السنة عملية حصر وتحديد النساء المشاركات في عمليات الإعداد الجماعي لحلويات العيد وتحولت هذه العملية التي كانت تجري سابقا بحضور كل نساء العائلة دون إستثتاء (تحولت) إلى عملية محصورة بين الأم وأحدى بناتها فقط , كما إختفت بشكل إستثنائي هذه السنة وتيرة الزيارات المرتفعة , والإجتماعات الأسرية والعائلية اللا محدودة التي كانت تميز عادة إحتفالات عيد المولد النبوي الشريف .
وتراجعت خلال إحتفاليات عيد المولد النبوي الشريف هذه السنة عدد من المظاهر التي ألفتها الساكنة خلال الأعياد السابقة بمدينة مراكش منها على الأخص الجلابيب التقليدية الجديدة التي ترتديها النساء بهذه المناسبة علاوة على طقوس نقش الأيادي بالحناء , وكذا تبادل الزيارات ما بين الأقارب القاطنين بمدن متفرقة وقرى داخل جهة مراكش- أسفي
وظهرت بشوارع وأزقة مدينة مراكش تدابير جديدة للتنقل الأسري خلال فترة عيد المولد النبوي الشريف حيث لم تظهر في الشوارع خرجات الأسر الكاملة المعهودة في السنوات السابقة والتي كانت تطبع الشوارع والأزقة حيث كان جد عادي خلال فترة العيد معاينة أسرة من 10 أفراد أو أكثر تتنقل بشكل جماعي لزيارة أفراد العائلة .
عيد المولد النبوي الشريف و رغم الإكراهات الصحية المرحلية في مدينة مراكش, كان وسيبقى واحدا من أهم المحطات الدينية التي تؤكد تشبث كافة الأسر المراكشية ومعها المغاربة قاطبة بالرسول الامين و تعلقها الراسخ أيضا بعاداتها وتقاليدها الأصيلة