تقرير : الإنفاق الصحي مرتفع في المغرب
هيمن نظرة سلبية لدى مغاربة حول الخدمات الصحية العمومية وأنظمة التغطية الصحية، حيث كشفت نتائج استطلاع للمندوبية السامية للتخطيط يرمي إلى المساهمة في إثراء النقاش حول النموذج التنموي الجديد، أن 60.3 في المائة من المغاربة يؤكدون أن الإنفاق الصحي «مرتفع بشكل استثنائي»، وأن الاقتراض عند 37.1 في المائة منهم هو الحل لتمويل الخدمات الصحية.
وأشار تقرير نتائج الاستطلاع الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط والذي هم تصورات المغاربة حول الحماية الاجتماعية، إلى أن النتائج الأخيرة للبحث الوطني حول التشغيل (2017)، يشدد على أن ما يقرب تسعة من كل عشرة مغاربة (88.9 في المائة) يعتقدون أن نظام التغطية الطبية غير موفر للجميع.
وجاء في تقرير نتائج الاستطلاع ذاته، أن النظام الصحي المغربي (بحسب المستجوبين) يتميز بنوعية الخدمات الرديئة، رابطا فشل نظام الصحة العمومية بضعف البنى التحتية والموارد، والارتفاع المستمر في الإنفاق الصحي الكارثي من طرف الأسر، مما تسبب في تأزيم حالة الأسر الأكثر فقرا.
وفي سياق متصل، يقترح المغاربة حسب الاستطلاع عينه “تغطية صحية تشمل جميع السكان”، للحد من الاقتراض أو الأداء المباشر من قبل الأسر للولوج إلى الخدمات الصحية.
وفيما يتعلق بجودة عرض الخدمات الصحية، فإن المغاربة يصدرون أحكاما بعدم الرضا عن هذه الخدمات، هذا الوضع يستسقى من التصريحات حول أسباب ضعف الوصول إلى الصحة، حيث يصرح 50 في المائة من المستجوبين أن «سوء جودة الخدمات» و«ضعف الإشراف الطبي» هما السببان الرئيسيان لهذا الضعف في الوصول إلى الخدمات الصحية.
بالإضافة إلى عدم الرضا عن جودة الخدمات الطبية، أبرز التقرير أن هناك استياء من نظام التغطية الصحية نظرا لارتفاع تكلفة الخدمات الطبية، مشيرا إلى أن 60.3 في المائة من المغاربة الذين تمت مقابلتهم صنفوا الإنفاق الصحي على أنه «مرتفع بشكل استثنائي»، وأن الاقتراض (عند 37.1 في المائة منهم) هو الحل لتمويل الخدمات الصحية.
وفي الصدد ذاته عرج التقرير على النتائج الأخيرة للبحث الوطني حول التشغيل (2017) التي تشير إلى أن 46.6 في المائة من المغاربة لديهم تغطية صحية، بينما فيما يقرب تسعة من كل عشرة مغاربة (88.9 في المائة) يعتقدون أن نظام التغطية الطبية غير موفر للجميع.
أما بالنسبة لجودة خدمات التغطية الصحية، فهي تعتبر ضعيفة، حسب التقرير نفسه، من قبل 44.3 في المائة في المائة من السكان، ومتوسطة بالنسبة لـ 38.5 في المائة، مقابل 17.3 في المائة تعتبرها جيدة.
وأضاف التقرير أن حالة النساء تبدو أكثر تدهورا من الرجال في هذه القضية، حيث يعتبر 56.2 في المائة منهن أن التغطية الطبية منخفضة مقارنة بـ 43.2 في المائة من الرجال. أما الأشخاص دون سن 35، حسب التقرير، فهم أكثر تعبيرا عن الجودة المنخفضة مقارنة مع الأشخاص ذوي 50 سنة وأكثر 49.4 في المائة مقابل 45.7 في المائة.
وأشار التقرير أيضا إلى أن 51.7 في المائة من المواطنين يصفون جودة التغطية الصحية بأنها منخفضة أو منخفضة جدا، ومتوسطة (35 في المائة) و13.3 في المائة جيدة. وحسب مكان الإقامة، فإن 11.7 في المائة من سكان المدينة يؤمنون بنوعية التغطية الطبية الجيدة مقابل 16.4 في المائة في العالم القروي.
في هذا الصدد، تظهر الحلول البديلة المصرحة من طرف المستجوبين أن ما يقرب من النصف 47.6 في المائة وافقوا على “خوصصة الخدمات الصحية من أجل تعميم التغطية الصحية للجميع”.