توقيع اتفاقية توأمة بين المنتزه الوطني لتوبقال والمنتزه الوطني الأمريكي الحوض الكبير+ فيديو
تم صباح أمس الاربعاء بالجماعة القروية آسني بإقليم الحوز، توقيع اتفاقية توأمة بين المنتزه الوطني لتوبقال والمنتزه الوطني الحوض الكبير بالولايات المتحدة الامركية، وذلك بهدف تعزيز الشراكات المحلية بين البلدين في مجال تدبير المنتزهات الوطنية بكلا البلدين.
وتهدف هذه الإتفاقية، التي وقعها كل من المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد عبد العظيم الحافي وسفير الولايات المتحدة الامريكية بالمغرب السيد دويت بوش، بحضور عامل الاقليم السيد عمر التويمي ورؤساء المجالس المنتخبة بالاقليم ووفد يضم عدد من الشخصيات بكلا البلدين وفعاليات المجتمع المدني، إلى تعميق التعاون بين المغرب والولايات المتحدة في ميدان تنمية المناطق المحمية لمواجهة التحديات البيئية وإرساء جسر للتواصل للتدبير الجيد بين هذين المنتزهين الوطنيين، وتعزيز الشراكة بين الطرفين من أجل إنعاش المنتزهات الوطنية والعمل على صيانتها والتعريف بها على الصعيد العالمي.
وبهذه المناسبة، أوضح السيد الحافي أن الهدف من هذه الإتفاقية، التي تصادف احتفال الولايات المتحدة بالذكرى المئوية لتأسيس مصلحة المنتزهات الوطنية المكلفة بتدبير المنتزهات والمعالم التاريخية والمناطق المحمية، هو تثمين المحميات عن طريق تشجيع السياحة الايكولوجية وتوطيد كل أشكال التعاون بغية الحفاظ على هذه المنتزهات الوطنية.
كما تشكل هذه الإتفاقية التي تمتد لخمس سنوات، فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين البلدين في مجال تدبير المنتزهات الوطنية من خلال تكثيف الجهود للتعريف بالمنتزهين وتطوير بنياتهما التحتية والمحافظة على الاصناف النباتية والحيوانية الرئيسية بالمنتزهين، والعمل على إعادتها الى موطنها الطبيعي، منوها بعلاقات التعاون والشراكة المتينة التي تجمع البلدين في شتى المجالات.
وأضاف السيد الحافي أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تعتمد على تدابير لتقييم وتثمين المناطق المحمية وتحقيق تنمية سياحية تحترم بيئة عيش الساكنة المحلية والعادات والثقافة المحلية، وتعمل على دعم وتطوير الاقتصاد المحلي القائم على تثمين ودعم وحدات الانتاج المحلي.
ومن جهته، عبر سفير الولايات المتحدة الامريكية بالمغرب، عن سعادته للتوقيع على هذه الإتفاقية التي تصادف احتفال بلده بالذكرى المئوية لادارة الحدائق الوطنية الامريكية، مبرزا أن هذه الشراكة تعكس بحق توجه البلدين والتزامهما بالمحافظة على البيئة وحمايتها.
وأضاف السيد دويت بوش أن المنتزهات الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية لعبت منذ سنة 1916 دورا هاما في التدبير المستدام للموارد الطبيعية والثقافية الغنية، موضحا أن الدعم العمومي للمنتزهات الوطنية في أمريكا هو تقليد قديم قدم المنتزهات أنفسها.
وأكد في هذا السياق أن تواجد العديد من المسؤولين وفعاليات المجتمع المدني لتوقيع هذه الإتفاقية، يبرز مدى التزام المواطنين المغاربة، على نحو مماثل بأمريكا، بالحفاظ على الكنوز الوطنية، موضحا أن المنتزهات الوطنية تضطلع بدور رئيسي في الترويج للسياحة الإيكولوجية من خلال جذب الزوار الراغبين في استكشاف الموارد الطبيعية للبلد.
وقال السيد دويت إن الرحلات التي أجراها عبر مختلف تراب المملكة توضح جليا أن المنتزهات والمحميات الوطنية المغربية تحظى بجاذبية سياحية كبيرة مستدلا في ذلك بالمناظر الخلابة لبحيرة إيفني والقمة الثلجية لتوبقال، مؤكدا أن هذه الإتفاقية ستساهم في تبادل الخبرات والممارسات الخاصة بحماية الحياة البرية والحفاظ على التراث الثقافي وحماية البيئة وستساعد الطرفين على حماية أفضل لمواردها الطبيعية واستقبال أعداد متزايدة من الزوار، وفرصة لتعزيز العلاقة بين البلدين والتزامهما المشترك بحماية الموارد الطبيعية.
وسجل الديبلوماسي الأمريكي أن استعداد مدينة مراكش لاحتضان قمة المناخ “كوب 22″، يبرز مدى التزام المملكة المغربية بالحفاظ على البيئية ومكافحة تغير المناخ.
يذكر أن منتزه توبقال (75 كلم من مراكش)، يعد أول منتزه وطني بالمغرب تم إنشاؤه سنة 1942، ويمتد على مساحة تقدر ب 38 ألف و470 هكتار، ويشكل إرثا طبيعيا ذا قيمة بيولوجية وعلمية ويحظى بخصوصية المحميات الطبيعية. وقد أنشئ للحفاظ على غابات البلوط الاخضر والعرعار الفواح بجهة مراكش وعلى وحيش المنطقة كالأروي المغربية والقرد مكاك، ويستقبل سنويا حوالي 40 ألف زائر.
وبالنسبة لمنتزه الحوض الكبير الامريكي، فهو يمتد على مساحة تقدر ب 312 كلم مربع، تم إنشاؤه سنة 1986، ويجمع غابات شاسعة تضم أنواع كثيرة من الاصناف الغابوية كأشجار الصنوبر المعمرة، إضافة الى أزيد من 40 مغارة وتراث ثقافي وتاريخي يجسده تواجد الهنود الحمر، وقد استقبل سنة 2015 حوالي 307 ملايين زائر.