حكومة بنكيران وشركاؤه
كمال أشكيكة
مرت انتخابات السابع من أكتوبر في جو يمكن نعته بالديموقراطي، و أفرزت صناديقه خريطة سياسية جديدة، لعب فيها بعض رجال الداخلية دورا أساسيا عبر العقبات و العراقيل لفرملة اكتساح الحزب الحاكم، موازاة مع فتح الطريق لحزب الأصالة و المعاصرة، الذي لم يمنعه صباه من تقديم نفسه كبديل أساسي لتمثيل إرادة الشعب. و قد استعان في تحقيق رغبته ببعض أعوان السلطة، و رجال الأعمال، والكائنات الانتخابية، و كذا رجالات الدعوة و الدين… وهو ما أعطى فرقا بسيطا في عدد المقاعد لدى الحزبين معا. مما سيضطر معه رئيس الحكومة المعين إلى الاستعانة بالإضافة إلى حزبه بثلاثة أحزاب أخرى بهدف تشكيل أغلبية حكومية.
و عوض أن ينكب سياسيونا على تدارس أزمات البلاد، و البحث عن الطرق التي ستمكننا من الافتخار بمغربيتنا. نجدهم مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات و حتى قبل تعيين الملك لرئيس الحكومة الجديد، بدأوا المناورات، في غياب تام لروح المواطنة، ولمراعاة المصلحة الوطنية.. وهاهو اليوم “مول الباطو”، الذي خلق ليستوزر، ويحمل بجيبه دفتر شيكات قادر على إسكات كل منتقديه. يرغب في دخول الحكومة كشريك أساسي، يفاوض ويختار الأحزاب التي يمكنها المشاركة بالحكومة. ومن أجل بلوغ هدفه جاء للمفاوضات وهو يحمل بين يديه مصير حزب من أحزاب الريموت كنترول، التي لا تستحي من رهن نفسها، وجعلها دمية في يد من يدفع أكثر.
ونحن كشعب يحلم بالعيش الكريم، ويمني النفس بمستقبل ديموقراطي زاهر، يستحق المثابرة، والنضال، حتى وإن كان المستفيد منه جيل غير جيلنا. أصبحنا ندرك اليوم أننا مجرد أرقام داخل شئ اسمه المسلسل الديموقراطي، يتبجح المغرب به أمام الرأي العام الخارجي. ويرى فينا سياسيونا سلالم توصلهم لمقاعد البرلمان، والجماعات، والوزارات… ووسيلة للاستغناء من الصفقات التي يمررونها لشركات مسجلة بأسماء نسائهم وأصهارهم، ولملء أرصدة حساباتهم البنكية.
فهل سيستأسد عليهم رئيس الحكومة المعين، ويحافظ على بعض المكتسبات الديموقراطية، ويصحح أخطاءه الماضية بحفاظه على إرادة الشعب، و توجيهات الملك الذي أعلنها صراحة في خطاب الذكرى الواحد والأربعين للمسيرة الخضراء، حين قال: “إن المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة. غير أن الحكومة المقبلة، لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية، تتعلق بإرضاء رغبات أحزاب سياسية، وتكوين أغلبية عددية، وكأن الأمر يتعلق بتقسيم غنيمة انتخابية.” ويكشف الغطاء على حكومة قادرة على ترجمة وعود أحزابها الإنتخابية إلى أعمال تستحق التنويه، أم سيعلنها حكومة بنكيران وشركاؤه؟!.