حي الزرايب ..تجمع سكاني بئيس ينتج التطرف الديني والإجرام والشمكارة
عبد الحميد زويت -مراكش24
يلاحظ المتتبعون للشأن المحلي بمراكش ورود أسماء شبان من حي الزرايب في عدد من القضايا الإجرامية الخطيرة المعروضة على محكمة الإستئناف و المحكمة الإبتدائية بالإضافة لعدد من الموقوفين على خلفية قضايا السرقة تحت التهديد والسرقة بالنشل وإعتراض السبيل والإتجار في المخدرات والضرب والجرح و تكوين عصابات إجرامية حتى أن ورود ذكر إسم هذا الحي وإرتباطه بالجرائم الدموية بات شيئا مألوفا واصبح إسم هذا الحي مرادفا للجريمة واللصوصية و “التشمكير” و قطاع الطرق” على الرغم من أن الحي يضم شبانا من نوع أخر وعلى قلتهم يبرعون في الدراسة وفي الكد والعمل والجد والتحضر وإحترام القوانين .
هذا التجمع العشوائي ذو الكثافة السكانية المرتفعة و القريب من ولاية جهة مراكش وولاية امن مراكش يعد في حد ذاته كارثة إجتماعية وأمنية تركتها المجالس المنتخبة المتعاقبة لحالها بالرغم من وجود كافة المؤشرات على أن الحي مهدد بالإنفجار السكاني منذ التسعينيات من القرن الماضي وتفريخ مئات الأطفال الذين يغادرون المدرسة ليلتحقوا سواء بممتهني التسول أو محترفي جرائم السرقة بإستعمال الدراجات النارية أو ترويج المخدرات بأحياء أخرى .
الحديث عن الإجرام بهذا الحي البئيس يجرنا بشكل مباشر لإكتشاف علاقة الفكر الإجرامي بالتطرف الديني والفكر الإرهابي حيث بات المراكشيون يلاحظون وجود عشرات المتطرفين المتحدرين بالضبط من هذا الحي ممن يتبنوا خطابا ذو حمولات مليئة بالكراهية والحقد والتخويف . ينشطون في تجارة المتلاشيات او المأكولات الخفيفة مثل كفتة السردين أو الرايب و تجارات أخرى خفيفة ويصرون على متابعة دروس دينية تتبنى الخطاب المتطرف العنيف. وهم في الأساس نتيجة تجربة فاشلة قادها مجموعة من ساكنة الحي في بداية سنة 2000 حين قرروا إلحاق أبنائهم الذكور بجمعيات دينية تتبنى الفكر الوهابي هربا بأولادهم من الحي الذي يفرخ الظواهر الإجرامية بشكل متواصل غير أن النتيجة تبقى متشابهة حيث أن الفكر الإرهابي أخطر بكثير من الظواهر الإجرامية .
وسواء انتج لنا حي الزرايب ظواهر إجرامية أو كائنات إرهابية فإنه سيظل حيا بئيسا يسبب الكأبة لضيوفه حتى يخيل للداخل لهذا الحي أنه في معرض لمظاهر البؤس الإجتماعي …وعلى أي فعلى حميع المسؤولين تحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الحي بشكل يضمن التربية الكريمة لأجيال المستقبل أو ترحيلهم نحو حي يضم أشخاص يمكنهم الإبتسام أما حي الزرايب فلا أظن أنه حي تستقيم فيه الإبتسامة