دول أوروبية تستعد لفرض الحجر الصحي الكامل
سجل فيروس كورونا، أمس الأول الثلاثاء، رقماً قياسياً من الإصابات اليومية، بعدما تجاوز حاجز نصف المليون حالة يومية، كما تخطى إجمالي المصابين حول العالم ال44 مليوناً، في وقت أعلنت فيه ألمانيا تشديد الإجراءات وإغلاق المطاعم والمؤسسات الترفيهية والثقافية بدءاً من يوم الاثنين المقبل، ولمدة شهر، كماأعلنت فرنسا أيضاً عن إغلاق جزئي، وقيود تقترب من إجراءات العزل التي فرضت في الربيع الماضي لمواجهة التفشي «الخطر للغاية»، في وقت سجلت فيه إيران أعلى معدل يومي من الوفيات جراء الوباء، وأبدت تونس مخاوفها من زيادة الإصابات بعد امتلاء أغلب المستشفيات العامة.
وبحسب أرقام رسمية، أحصيت، أمس الأول الثلاثاء، 516 ألفاً و898 إصابة جديدة، و7723 وفاة، فيما بلغ إجمالي الإصابات أكثر من 44 مليوناً حول العالم، توفي منهم مليون و168 ألفاً و750 شخصاً.
وعادت أوروبا مجدداً لتصبح المركز الجديد للوباء. وخلال الأسبوع الماضي، سجل أكثر من 220 ألف إصابة يومية جديدة في المتوسط، بزيادة 44 % عن الأسبوع السابق. وتقترب المنطقة من متوسط 2000 وفاة يومياً.
وتتصدر الولايات المتحدة العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند، ثم البرازيل، وروسيا، وفرنسا، وإسبانيا، والأرجنتين، وكولومبيا، والمملكة المتحدة. كما تتصدر الولايات المتحدة العالم من حيث الوفيات أيضاً، تليها البرازيل، والهند، والمكسيك، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وفرنسا.
ولمواجهة تفش وصف ب«الخطر للغاية»، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأربعاء، أنّ ألمانيا ستغلق بدءاً من يوم الاثنين المقبل، ولمدة شهر، المطاعم، والمؤسسات الترفيهية والثقافية، لمواجهة الموجة الوبائية الثانية. وأوضحت أنّ المدارس وحضانات الأطفال ستبقى مفتوحة.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي: «وضع كورونا خطر للغاية، وسرعة انتشاره عالية جداً. علينا أن نتحرك فوراً لتفادي حالة طوارئ صحية على مستوى البلاد». وصرحت بأن «هذه الإجراءات صارمة»، مضيفة أن السلطات ستراجع القيود خلال أسبوعين إذا تطلب الأمر. وفي فرنسا التي تشهد أكثر من 50 ألف حالة جديدة يومياً، يتوقع أن تعلن المزيد من القيود على تحركات الناس في أعقاب إجراءات حظر التجول التي فرضت في أنحاء البلاد، الأسبوع الماضي.
وأفادت قناة (بي.إف.إم) التلفزيونية، بأن الحكومة تدرس إغلاقاً لمدة شهر، ويتوقع ألاّ تشمل الإجراءات التي ستأتي بعد خطوات مماثلة في إيطاليا، وإسبانيا، إغلاق المدارس، والشركات.
وتتزايد المخاوف من الكلفة الاقتصادية الباهظة لهذا الإغلاق، ما يقضي على بوادر الانتعاش الهشة التي رصدت خلال الصيف، ويزيد من احتمالية حدوث ركود مزدوج.
وفي الوقت الذي حاول فيه زعماء أوروبا، باستماتة، تجنب الكلفة الباهظة للإغلاق، فإن الإجراءات الجديدة تعكس قلقاً متزايداً من الوتيرة المتسارعة لتفشي الوباء من إسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، إلى روسيا، وبولندا، وبلغاريا.
وقال وزير الصحة الألماني، ينس سبان: «إذا انتظرنا حتى تمتلئ وحدات العناية المركزة عن آخرها، فسيكون قد فات الأوان».
وحذر رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، النواب من أن وحدات العناية المركزة في فرنسا ستصل إلى أقصى طاقتها الاستيعابية بحلول 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء للحد من انتشار الوباء. كما حذر مسؤولون سويسريون من أن المستشفيات السويسرية قد تصل إلى نقطة الانهيار خلال أيام. وفي بريطانيا، سجلت السلطات الصحية 24,701 إصابة جديدة من فيروس كورونا، خلال ال24 ساعة الأخيرة.
وسجلت إيران، أمس الأربعاء، 415 وفاة ب«كورونا» في أعلى زيادة يومية. كما سجلت 6824 إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وفي فلسطين سُجل 450 إصابة جديدة، وثماني حالات وفاة، وكان قطاع غزة الأعلى من حيث الإصابات الجديدة، بواقع 100 إصابة.
وفي تونس، أكدت السلطات أن الوضع خطِر جداً، مع ارتفاع إجمالي حصيلة وفيات كورونا إلى 1150، والإصابات إلى نحو 55 ألف حالة، وامتلاء أغلب المستشفيات العامة، وسط توقعات بتشديد القيود لوقف التفشي السريع للوباء. وتوقع مسؤولون أن يتضاعف عدد الوفيات في الأشهر المقبلة، ويرجح الإعلان خلال ساعات عن تشديد القيود.
وفي إندونيسيا، تجاوز إجمالي الإصابات 400 ألف حالة. وسجلت السلطات مئة وفاة جديدة، أمس الأربعاء، ليصل الإجمالي إلى 13612.
كما سجلت روسيا 16202إصابة جديدة، و346 وفاة جديدة، ب«كورونا» خلال الساعات ال24 الماضية. وارتفع إجمالي المصابين في الهند إلى 7.99 مليون إصابة بعد تسجيل 43893 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية بحسب بيانات وزارة الصحة التي سجلت 508 حالات وفاة جديدة، أمس الأول الثلاثاء.