دونيز ماسون.. الفرنسية التي ترجمت القرآن سنة 1938بباب دكالة في مراكش
هي امرأة خرجت من صحراء الدوغمائية ومن قرى الأحادية نحو حدود جغرافية إنسانية رحبة، أعادت فيها ترتيب المعنى وصياغته، فمن كاثوليكية تخلت عن نذورها الأخيرة إلى مستشرقة مستنيرة اختارت حياة المدينة، لتكون مسارها الأبدي، ولتؤسس فيه معالم عشق سريالية لمدينة مراكش العتيقة، المدينة التي عشقتها دونيزبشكل سريالي، وترجمت القرآن الكريم بين طياتها وفي أحد قصورها.
وبذلك تعد دنيز ملكة المعنى، التي قبلت ترجمتها كبار المدارس الدينية. إنها الفرنسية التي عشقت المغرب وترجمت القرآن في مدينته العتيقة.
إن الحديث عن مستشرقة نقشت اسمها بشكل جلي في دراسة الإسلام وحوار الديانات، تمرين صعب ينبثق من مبدأ الغيرية، ومنظورها الإيطيقي، فهذه المرأة لم تتردد في نزع الوثوقية عن مسلماتها وعن حقائق وجودية، لتنفتح على ذاتها وعلى الآخر فرصة للالتقاء به، من خلال دعوتها للحوار بين الأديان السماوية.
كما أن هذه المفكرة العظيمة قد تمكنت من خلال استعادة الوجود الحر لإنسانيتها الخالصة، وعن طريق وهبها حياتها للدراسات الدينية المقارنة ونشر “التفاهم الأخوي” بين الديانات التوحيدية من أن تكون من بين الوجوه البارزة التي بالسجل التاريخي والحياة الثقافية لمدينة مراكش. فهي زاهدة بأذواق مترفة، صلبة ومرهفة الحس، وهي بالذات التناقضات التي منحتها التميز.
لم تكن جامعية ولا مذهبية:
انفتاح دونيز على الثقافة المغاربية ينبع من نزعها لتصورات ومسلمات محددة لهوية صافية، ومن تبنيها لرحابة مكنتها من الغوص في معالم المدينة القديمة في مراكش خاصة “درب زمران” الذي اختارت الإقامة فيه منذ سنة 1938، في رياض يحمل اليوم اسمها ويؤرخ لمسارها المتميز الذي دام لأزيد من ستين سنة.
The post دونيز ماسون.. الفرنسية التي ترجمت القرآن سنة 1938بباب دكالة في مراكش appeared first on مراكش 24 جريدة إلكترونية مغربية | أخبار مراكش.