زعماء حقيقيون أم فقاعات من صابون ?
كمال اشكيكة
تعد الانتخابات من أهم الإستفتاءات الشعبية التي يمكن أن يؤكد من خلالها كل رجال السياسة قيمتهم الحقيقية . فقد كان كبار السياسيين يتهافتون على دوائر الموت، لينتزعوا مقاعدهم من أفواه الأسود، وليبصموا عن تمتعهم بشعبية حقيقية… لكن اليوم صار عندنا زعماء مقلدون، يختبؤون داخل الجحور، ولا يتركوها حتى يتأكدوا من خلو الطريق. زعماء يخشون الهزيمة، ويهربون من المنافسة، زعماء يتوهمون الزعامة…
سمعنا قبل أيام زعيمات تجرين من أجل الإختباء وراء اللوائح الوطنية، وسمعنا اليوم زعماء يهربون من الترشح بأعذار واهية… متى ستؤكدون زعامتكم إن لم تؤكدوها اليوم؟! أترسمون لأنفسكم ظلال وحوش وأنتم مجرد فئران؟… هاهي الرياح قد هبت، وأطاحت بقصوركم الرملية. هاهو السراب الذي كنتم تجرون خلفه قد غاب عن أعينكم. أخرجوا إلى ساحة القتال، واخبرونا من تكونون… ليست الزعامة بالتنظير عبر شاشات التلفزيون، ولا بالتحكم في قرارات المناضلين، ليست الزعامة بعقد المؤتمرات وجلب المريدين… الزعامة تكتسب ولا تورث، تكتسب من الميادين، ومن الاستفتاءات الحقيقية. لن نحكم عليكم بنسبة نجاح أحزابكم في هذه الانتخابات، بل سنحكم من خلال ما ستجنوه أنتم من أصوات.
أيها الزعماء المقلدون، أرجوكم توالوا عن أنظارنا، وأخرسوا إلى أن تثبتوا جاهزيتكم لخوض المعارك. نريد من يواجه الشعب، لا من يحرك فئات معينة ضده، نريد زعماء قادرين على الدفاع عن إنجازاتهم، والإعتذار عن إخفاقاتهم.. لا من يعدون أخطاء الآخرين وكأنهم ملائكة… نريد زعماء حقيقيين لا فقاعات من صابون…