سليمة الجوري تكتب : حين يكون الزميل عزيز العطاتري في خطر بقلعة السراغنة فإعلم أن الصحفيات سيهجرن المهنة للأبد
الكاتب:
سليمة الجوري مراكش 24
حين ربطت الإتصال بزميلاتي في المهنة قصد المشاركة في وقفة تضامنية بقلعة السراغنة مع الزميل العطاتري مقررة يوم 23 من الشهر الجاري إقتنعت بعد ان أظهرن تخوفاتهن من بطش شخصية معروفة بالمدينة أن شيئا ما يجري في هذه المدينة يجعل تخوف النساء ساري المفعول وخصوصا أن الزميلات الصحفيات شاركن في وقفات إحتجاجية ضد شخصيات وازنة بالمغرب دون أن يكون لهن أدنى تخوف على سلامتهن الجسدية .
وعلى الرغم من ان الفاعلين السياسيين بجهة مراكش أسفي أبدوا في السنوات الأخيرة إحتراما واسعا لحرية الصحافة والتعبير وفق ماتقتضيه الضوابط الأخلاقية والمجتمعية بعيدا عن المساطر القانونية إلا أن مدينة قلعة السراغنة خرجت عن هذا العرف عبر تسجيل ست شكايات ضد 6 صحفيين مهنيين أشاروا لوقائع تعيشها المدينة على خلفية متابعة منتخبين أمام القضاء .
وغالبا ما ينسى مسئولونا المحترمون أن الصحافة مهنة يمارسها إلى جانب الرجال نساء يتسلحن بالشجاعة لممارسة مهنة صعبة ومليئة بالمتاعب في بلد لا زال يعيش صراعا من أجل رفع مستوى المشاركة النسوية في التعبير عن وجهات النظر في مايخص الشؤون المحلية والعامة وهو ما جسده بالفعل مسؤولون من مدينة قلعة السراغنة حين سمحوا لأنفسهم بتقديم شكايات قضائية ضد الزميل عزيز العطاتري مدير مكتب جريدة المساء بجهة مراكش أسفي وواحد من أكثر الصحفيين جرأة وشجاعة ومهنية وأبرز المدافعين عن مبدأ الشفافية في تسيير وتدبير المال العام بالجهة
الحدث حتى وإن كان يدخل في خانة العادي والروتيني في مهنة الصحافة إلا أنه جعلني أطرح عدة تساؤلات بخصوص مدينة قلعة السراغنة الحبيبة وخصوصا أنني أعلم أن 17 صحفية مهنية قاطنة بالمدينة منهم خريحات المعهد العالي للصحافة فضلن الإبتعاد عن الكتابة ورصد شؤون بلدية قلعة السراغنة والإكتفاء بتتبع وتقييم وتوجيه الإنتقادات اللاذعة لرئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران لانه يوحي بالثقة ولن يجرؤ على رفع شكايات ضد صحفيين لعدة إعتبارات أهمها المحافظة على صورة حزبه وصورة الحكومة التي يسيرها
أما الكتابة عن شؤون بلدية قلعة السراغنة فسيصبح بهذا القرار الذي إتخده الرئيس المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة أصعب من الكتابة عن بشار الأسد وأصعب من الكتابة عن فلاديمير بوتين الذي لن يجرؤ أي منهما على رفع شكايات ضد 6 صحافيين دفعة واحدة .ليس لأن القانون لن يسمح بذلك ولكن لأن هناك قانون أخر إسمه قانون الأشياء .
وإذا سمحنا لأنفسنا بإعتبار الصحافة شيء مثل باقي الأشياء فإن رفع شكاوى قضائية ضد 6 صحفيين لايمكن إلا إعتباره حملة شرعية لممارسة حرب نفسية قد تضر بالجسم الصحفي وخصوصا النساء الصحفيات اللواتي يفضلن العمل دون التعرض لمشاكل وسيدفعهن لتفضيل الكتابة عن القفطان المغربي ودنيا باطما وأحذية فلاديمير بوتين وجبروت حافظ الأسد والشيخ العريفي والشيخ سار والعيش في عوالم أمنة لا يمكن أن تصلك منها لا دعوى ولا ضغوط نفسية .
وختاما أنصح الزملاء الصحفيين بعدم الإقتراب من ميزانية بلدية قلعة السراغنة ومصاريفها ومداخيلها والإنصراف نحو الكتابة وحتى توجيه الإنتقاد ورصد ميزانيات يسيرها اليوم بالجهة أشخاص محترمون تسمح تجربتهم وكفاءتهم السياسية بالتعامل مع الصحافة كفاعل أساسي في تحقيق التنمية الشاملة والتي يبقى فيها الإحساس بالأمان رهين بضمان حرية النساء في التعبير عن وجهات نظرهن في قضايا تدبير شؤونهم المحلية .وأتمنى صادقة من زميلاتي الصحافيات بقلعة السراغنة أن يعدن من جديد للكتابة عن شؤونهن المحلية مثل ما كان الوضع قبل سنة 2008 لأن الشكاية المقدمة ضد عزيز العطاتري لن تكون محطة لتخويف الصحفيين الذكور ولن تدفع الصحفيات الإناث للتخلي عن الكتابة .ولن تكون سببا في منعنا من التضامن مع كافة الزملاء المهنيين لأننا لازلنا نؤمن بعدالة القضاء وجدية وإنظباط رجال الأمن في المغرب .