سليمة الجوري تكتب: كمامة و متر واحد من أجل مراكش
سليمة الجوري -مراكش24
مباشرة بعد المبادرات الملكية الرشيدة لتجاوز الأزمة و التعليمات الملكية السامية التي أصدرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشكل إستباقي تجندت مختلف الأجهزة في مدينة مراكش بشكل فعال لمواجهة هذا العدو الخفي بذكاء وإستراتيجية حكيمة , كان أهمها الإنخراط الشامل والكلي لجميع موظفي الأمن على إختلاف رتبهم في هذه المواجهة . و كذا القوات المساعدة, والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية بالإضافة لجميع أطر و موظفي ولاية جهة مراكش أسفي دون أن ننسى بطبيعة الحال الأطر الطبية والتمريضية و رجال الوقاية المدنية .
و موازاة مع هذه التحركات التي رصدتها أجهزة الدولة لتجاوز هذه المحنة والتخفيف من تبعاتها الإقتصادية والإجتماعية إستفادت أغلب الأسر المراكشية من الدعم المالي المخصص لمن فقد عمله جراء الجائحة و الدعم الغدائي المخصص للأسر في وضعية صعبة إلى جانب التعويضات المالية عن فقدان الشغل والتي وصلت لحدود 2000 درهم شهريا لبعض الأجراء وكلها إجراءات ومبادرات مهمة جاءت لتعزز إحساسنا بالإنتماء لوطن حقيقي وأمة غالية يقودها جلالة الملك حفظه الله بتباث و حكمة نحو التخلص النهائي من تبعات هذه الجائحة .
لكن وفي المقابل لا زال بعض المحسوبين على الساكنة يواصلون تصرفاتهم المقيتة و غير المقبولة وأبرزها عدم إرتداء الكمامة تحت ذرائع واهية وغير معقولة و هو ما سبب لنا في مأسي حقيقية و خصوصا في بعض الأحياء العريقة لمدينة 7 رجال حيث من حين لأخر يمكنك أن تشاهد بوضوح أشخاصا بعقليات متحجرة ودون حس بجسامة المسؤولية يتجولون دون كمامة ويتصافحون بالأيدي وكأنهم يتعمدون التحامل على الوطن والمدينة , يرددون على مسامع الجميع “الحافظ الله ” وكأن ديننا الإسلامي حثنا على عدم الوقاية أو الإحتياط من الأمراض والأوبئة . والأكثر من ذلك أن هناك بعض “فلاسفة ” الأحياء الشعبية يشجعون على عدم التقيد بتوصيات وزارة الصحة . وكانهم يودون الإنتقام من هذه المدينة التي تجاوزت على مر التاريخ محنا أشد من جائحة كورونا وخرجت منتصرة مرفوعة الرأس .
لا يمكن لنا نحن ساكنة هذه المدينة أن نترك مجموعة صغيرة من التافهين واالمتفلسفين تلعب بمصير مدينة بأكملها وعلينا أن نقوي من حصانتنا ضد هذا الفيروس اللعين بشكل جماعي عبر الإلتزام الصارم بالتباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع الكمامة وكلها سلوكات فردية بسيطة لكنها قوية وبإمكانها وقف زحف الفيروس ومحاصرته في حدود جد متدنية وضعيفة, وعلى العموم فإن الكرة باتت في مرمى ساكنة المدينة فإما أن نلتزم جميعا ونعمل على تناغم جهودنا مع جهود الدولة ونربح الرهان جميعا ورأسنا مرفوعة وإما أن ننتظر حتى تتوصل حكومات العالم للقاح وهو ما قد يتأخر بعض الوقت ….