سنة سعيدة لكن…
كمال أشكيكة
حلت السنة الجديدة، وتبادلنا التهاني، متمنيين قضاء أوقات أرقى وأجمل وأسعد مما مضى… توصلنا بمجموعة من الرسائل القصيرة من أصدقائنا يهنؤوننا عبرها بحلول العام الجديد… تداولت القنوات التلفزيونية أهم لحظات السنة المنتهية. خرج العديد من الناس للسمر خارج البيوت، واستقبال العام الجديد بالمزيد من التفاؤل والأماني.
لكن، في الجهة الأخرى نجد من يرسل رسائل تحذرنا من تبادل التهاني، كي لا نتشبه بالكفار حسبهم، وكأن مجرد قول “سنة سعيدة” سيدخلنا النار حسب اعتقاداتهم. ومنهم من جعل نفسه خليفة الله في الأرض، وحمل السلاح لقتل الأبرياء، وكأن الله أمره بذلك. أو أوكل قتلهم إليه.
يجعلون من أنفسهم أوصياء على الناس وماهم بذلك. يعيشون صراعا داخليا، يكرهون رؤية الأشياء الجميلة، كالحياة، والحب، والأمل… عقولهم توقفت عن التحليل، وأصبح يملأها الكره والحقد على من يختلف معهم. يظنون أنهم يدركون الحقيقة وهم عنها غافلون. ويأخدون من الدين ما يتماشى مع قناعاتهم. بل ويرغبون في تطهير الأرض من كل من يظنونهم يذنبون. يفعلون هذا وينسون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم”. يقتلون من يسمونهم كفارا، ويظنون أن ما يقومون به سيدخلهم الجنة، وينسون أنهم يخلفون أطفالا أيتام، ونساءا أرامل، وأمهات ثكلى… وعوض أن يدعون الناس للإيمان يقتلونهم ويسيلون الدماء بإسم الإسلام. ويبعدون الناس عن الدين.
سنة سعيدة، نتمناها ونحن نتبادل الكلمة الطيبة التي أوصانا بها الدين مع الآخرين، سنة سعيدة، نتمناها ونحن نظيف رقم إلى التأريخ… ليس ضروريا أن نتمناها لأننا نؤمن أن المسيح ابن الله، لكن نتمناها ونحن نؤمن أن المسيح نبي الله. قد نتمناها لأنها بداية شئ جديد، كما نتمنى بداية أسبوع جديد سعيد، وبداية يوم جديد سعيد… قد نبارك السنة لنتبادل الكلمة الطيبة مع الناس لا للأننا كفار بالله. سنة سعيدة، لكن لا تقتلوا الناس بالباطل.