خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يسبب تراجعا مرعبا في الاسواق العالمية.
أمام احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بسبب استطلاعات الرأي، وكذلك تأييد صحيفة “ذي صن” الاكثر مبيعا في بريطانيا، يتواصل القلق في أسواق المال والاعمال قبل اعلان نتيجة استفتاء 23 يونيو 2016 المقرر تنظيمه بالارخبيل الانجليزي، مما يسبب تراجعا مرعبا في الاسواق العالمية.
هذا وقد اغلقت بورصة لندن بتراجع بنسبة 2% واتجهت نفس المنحى بورصة باريس بنسبة 2,29% في خامس جلسة تغلق على تراجع الثلاثاء.
وقال المحلل لدى “اي جي فرانس” الكسندر براديز “في كل مرة ينشر استطلاع لصالح مغادرة بريطانيا الاتحاد الاوروبي فتسري شائعة تشهد السوق تراجعا” مشيرا الى “ارتياب ازاء اوروبا” بين المستثمرين.
ويتعرض الجنيه الاسترليني خصوصا لضغوط في اسواق الصرف. وقال المحلل لدى “اف اكس-برو” ان الاستطلاعات الاخيرة “تلقي بمزيد من الثقل”.
ويواجه المعسكر المؤيد للبقاء بقيادة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون منذ ايام تراجعا في استطلاعات الرأي مسجلا تقدما من ست نقاط مع 53% وفق استطلاع نشرته صحيفة “غارديان” عن “اي سي ام” وسبع نقاط في استطلاع نشرته “تايمز” عن “يو-غاف”.
واكدت مصادر في معسكر البقاء للصحيفتين ان “حالة من الهلع” تسود اوساط الحملة حتى وان كان المتحدث باسم حملة “بريطانيا اقوى في اوروبا” يسعى الى التقليل من شأن نتائج الاستطلاعات.
وقال جيمي ماغوري لفرانس برس “لن اعير الكثير من الاهتمام للاستطلاعات، انها تصعد وتهبط ونعرف انها كانت كلها على خطأ السنة الماضية بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية”.
المفاجأة الكبرى يمثل انضمام صحيفة “ذي صن” الى حملة المغادرة ضربة قاسية لمؤيدي الاتحاد الاوروبي. فخرجت الجريدة التي يقرأها 4,5 ملايين شخص وعلى صفحتها الاولى عنوان “بي-ليف ان بريتين” (ثقوا ببريطانيا) في لعب على الكلمات باستخدام كلمة “ليف” وتعني المغادرة. ودعت الصحيفة التي يملكها قطب الاعلام الاسترالي الاميركي “روبرت مردوخ” الجميع الى التصويت من اجل المغادرة. وكتبت الصحيفة ان مصير بريطانيا سيكون “اكثر سوادا” داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة ورأت في مغادرة البلاد فرصة لتأكيد سيادتها المنتهكة في ظل “دكتاتورية بروكسل”.
مقابل هذا وسعيا الى قلب هذا التوجه بادر مؤيدو البقاء بحملة جديدة الثلاثاء مع تنظيم تجمع في مقر نقابة العمال الكبرى. ودافع زعيم حزب العمال جيريمي كوربن عن “عمل النقابات في اوروبا من اجل توفير ظروف عمل افضل واجازات اطول واجازات امومة وابوة وظروفا اقل تمييزا”.
وفي بيان مشترك حذر مسؤولون كبار في حزب العمال من عواقب الخروج من الاتحاد الاوروبي قد تكلف بحسبهم 525 الف وظيفة. وقال البيان ان “الصدمة التي ستصيب اقتصادنا قد تسبب ثقبا اسود بقيمة 40 مليار جنيه استرليني في ماليتنا العامة”.
ولتعويض تأخره في الاستطلاعات يمكن ان يستفيد معسكر البقاء من قرار محكمة العدل الاوروبية التي اعطت بريطانيا الحق في الحد من بعض المساعدات الاجتماعية المقدمة للمهاجرين الاوروبيين والتي تشكل ذريعة لمؤيدي الخروج.
وفي بروكسل صرح وزير الدفاع البريطاني للصحافيين “مايكل فالون” من ان بلاده توجه “لحظة خطيرة للغاية”. وأضاف في اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي “هذه لحظة خطيرة للغاية. لم يسبق ان خرج اي بلد من حلف شمال الاطلسي او من الاتحاد الاوروبي اللذان يعتبران ركيزتان لأمننا”. واضاف “ان خروج بلد كبير مثل بريطانيا من هاتين الشراكتين سيضعف امن الغرب وآمل ان يفكر الناخبون بشكل جدي للغاية بشان المخاطر الحقيقية على امننا التي يمثلها التصويت للخروج من الاتحاد”.