صباغين الحمير
الكاتب:
عبد الغني حدوش
كلام دارج،لطالما سمعناه ورددت الأرجاء صدى قهقهاتنا ،و نحن نتخيل أولئك الذين برعوا في تغيير شكل الحمير و إعادة بيعها في الأسواق على أنها حمير أخرى غير تلك التي كانت،بعد أن درج عليها المقص و المشط ،و جملتها حدوات جديدة تثير النقع،و تعزف على الطريق أثناء مشيتها،و موسم صباغة الحمير قد أهلنا هذه الأيام…
يشاع أن العديد من مرشحي الانتخابات قد زاروا القبيلة المتخصصة في المجال للإستعانة بخبرتهم في تجميل صورهم لإعادة تقديمهم إلى الناخب بحلة جديدة ،و ألوان جديدة،و رموز جديدة،و حدوات جديدة، قد تنفر كما الراقص الاسباني،و تخفي فشلهم و تدعمهم في طلب فرصة جديدة،كحال من أدركه الموت حين يقول ” رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق… ” الاية.
يدرك ممتهنو صباغة الحمير،أن الحمار و لو تم صبغه فإنه لا يحيد عن طبعه،و أنه سيتعثرعند المكان الذي ألف العثرة فيه،و أنه سيسلك نفس الدرب حتى و إن تفنن الصباغون في تغيير شكله،فهو حمار أصلي و أصيل مخلص لطبعه،و قديما قالوا،الطبع يغلب التطبع،و تطبع أيام المواسم و الحملات زائل بزوالها فهل من مدّكر ؟
إن الحمورية –من الحمار طبعا-تأبى عليهم إلا أن يستميتوا في نهجهم،و يستعملوا حدواتهم الجديدة في رفس أوجه المتحلقين حولهم عند أول فرصة ،و الصباغ أولهم فالحمير تأخدها العزة بالإثم عند صباغتها فيخيل إليها أنها أفراس فتلج مضمار التبوريدة ”تحنقز”فيما الخيول في مرابضها تصهل و شتان بين الصهيل و النهيق.