صندوق أممي يدعم الفلاحة في منطقة “تازة” بـ82 مليون أورو
أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، التابع للأمم المتحدة ومقره روما، عن توقيعه اتفاقية مع المغرب لتمويل مشروع يستهدف الفلاحين الصغار بقيمة مالية تبلغ 82.6 ملايين أورو، ما يعادل 881 مليون درهم.
وقال الصندوق، المعروف اختصاراً بـIFAD، إن هذا المشروع الجديد سيوجه إلى فائدة 200 11 من الأسر الضعيفة في المناطق القروية بإقليم تازة بهدف زيادة إنتاجيتها وتكيفها لمواجهة التغيرات المناخية.
وذكر الصندوق، على موقعه الرسمي، أن الفلاحة تُعدّ العمود الفقري للاقتصاد المغربي، حيث تساهم بنسبة 13 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، وتوفر 85 في المائة من الوظائف في المناطق القروية.
المؤسسة الأممية أشارت إلى أن القطاع الفلاحي شديد التعرض لآثار تغير المناخ؛ وهو ما يضع الفلاحين الصغار في خطر، ولذلك يستهدف المشروع الجديد تقوية صمود الفلاحين أصحاب الأراضي الصغيرة في إقليم تازة، حيث تطغى الزراعة المعيشية وإنتاج المحاصيل البعلية.
ووقّع الاتفاقية، الأسبوع الجاري في روما، كل من جيلبير أنغبو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ويوسف بلا، سفير المملكة المغربية لدى إيطاليا.
ويضم تمويل المشروع قرضاً بقيمة 31.9 ملايين يورو، ومنحة بقيمة 0.6 ملايين يورو من الصندوق، ويشارك في تمويله كل من حكومة المغرب بحوالي 43.6 ملايين يورو، والمستفيدين بـ6.5 ملايين يورو.
وتفيد معطيات الصندوق بأن المشروع سوف يدخل نموذجاً لتنمية أشجار البساتين القادرة على الصمود، تم تكييفها لكي تتحمل موجات الجفاف ودرجات الحرارة العالية؛ لتنويع النظام الحالي الذي تغلب عليه محاصيل الحبوب.
وبموجب المشروع، سيتم غرس 9800 هكتار من الأراضي بأشجار اللوز، و1000 هكتار بأشجار التين، و600 هكتار بأشجار الزيتون، كما ستتم إعادة تأهيل بساتين اللوز القديمة من خلال تطعيم الأشجار.
كما سيعمل المشروع أيضاً على حماية 33 ألف هكتار من الأراضي المزروعة من التعرية، بما يضمن التنمية المستدامة لسلاسل قيمة اللوز والتين والزيتون والعسل وبالتالي تمكين أسر أصحاب الفلاحين الصغار من زيادة مداخيلهم.
وسينفذ المشروع في كل من تايناست وأكنول بإقليم تازة، وهما المنطقتان التي قالت الصندوق عنهما إنهما تعرفان معدل فقر مرتفعا ونسبة عالية من التعرض لمخاطر تغير المناخ، وسيتم إيلاء الاهتمام أكثر بالنساء والشباب.
ونقل الصندوق عن نوفل تلاحيق، رئيس المركز الإقليمي والمدير القطري للمغرب، أن “المشروع متوائم مع أولويات المغرب في مجالات الحد من الفقر، والأمن الغذائي ومعالجة احتياجات النساء والشباب، وهو مندرج في برنامج الفرص الإستراتيجية القطرية، وسيكون تنفيذه متسقاً مع إستراتيجية التنمية لمخطط المغرب الأخضر للمناطق الجبلية”.
وبالإضافة إلى ما سبق، سيقوم المشروع بإصلاح الطرق القروية لتحسين الوصول إلى الأسواق والحد من تكاليف النقل، كما سيدعم 100 مشروع من المشاريع القروية الصغرى في أشد المناطق فقراً لإتاحة فرص التوظيف للشباب والنساء.
وتفيد حصيلة الصندوق في المغرب بأنه موّل، منذ عام 1979. 15 من برامج ومشاريع التنمية القروية في بلغت تكلفتها الإجمالية 1.7 مليارات دولار أمريكي، وبلغ استثمار الصندوق فيها 301.8 ملايين دولار أمريكي، وقد عادت تلك المشاريع والبرامج بالفائدة المباشرة على نحو 000 730 أسرة من الأسر القروية.