ضحية عمر الراضي تكشف التفاصيل الكاملة لواقعة إغتصابها
ردت ضحية عمر الراضي ، في حوار صحفي للموقع الفرنسي ” أطلس أنفو” على تدوينة عمر الراضي المنشورة على جدار حساب والده على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كون علاقته بها كانت رضائية. وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي اجراه معها الموقع المشار اليه:
لقد أثرت واقعة الاغتصاب من طرف زميلك، الصحفي عمر الراضي، هل يمكن إطلاعنا على تفاصيل الواقعة؟
ه.ب: أشير ها هنا أني كنت سألتزم الصمت حول القضية لولا ما نشره عمر الراضي كسرد منه لواقعة الاغتصاب عبر حساب والده في “فايسبوك”. لقد اعتبر محامي بأن في الأمر خرقا لسرية التحقيق ولن أستطيع البقاء مكتوفة الأيدي واترك المجال لعمر الراضي حتى يلطخ سمعتي. لقد صدمت بالأكاذيب التي تخللت التدوينة. ولذلك قررت أن أتحدث مرة واحدة حتى يعرف الجميع الحقيقة. إن على الرأي العام أن يعلم أن وضع شكايتي تجاه عمر الراضي استغرق مني الكثير من التفكير، وتيقنت أن الأمر سيكون عسيرا، لكن ولله الحمد، حظيت بمساندة مطلقة من والداي وهذا هو الأهم بالنسبة لي. إنهم أناس عاديون بلا سوابق تذكر، وعندما تحدثت إلى والدي أحسست بالجرح الذي خلفته الواقعة في نفسه، واستشاط غيظا لأنه لم يستطع حمايتي. لقد أحس بالضعف أمام هذا الوضع لأن عمر الراضي وجد من يسانده. إنه يظن نفسه بعيدا عن المساءلة لأن له سمعة وأن لا. كما أنه أحس نفسه أثناء واقعة الاغتصاب حينما كان هناك أشخاص نيام في الشقة، وكان هناك أطفال وشاهد هو صديقه “ع. س” والذي يعلم أنه لن يقول شيئا ضده.
كذلك، ماذا وقع بالضبط؟
ه.ب: إنني أشتغل في الشركة الناشرة لموقع “Le Desk” منذ 17 شهرا، أنا مكلفة بالعلاقات العامة والإشهار، كما كنت مكلفة بملفات تتعلق بظرفية الحجر الصحي، وإذ أقطن في الرباط فقد تم إيوائي من قبل رئيسي في العمل علي عمار وزوجته فاطمة الزهراء قاديري حتى أتجنب رحلات الذهاب والإياب من وإلى الدار البيضاء، وقد خصصا لي بكل ترحاب غرفة في الطابق الأول، منذ 16 يونيو وحتى الأيام القليلة الماضية، وبالضبط 26 يوليوز الماضي. ولقد قضيت الكثير من الوقت في ضيافتهما خلال هذه الفترة، كما أنه خارج نطاق العمل جمعتني بهما علاقة صداقة متميزة بالاحترام المتبادل. لقد كانا فعلا بمثابة أسرتي الثانية وأرغب في أن يظلا كذلك. أما مقر “Le Desk” فقد تم تغييره إلى الطابق الأرضي للمنزل، وهو ما كان عمليا للجميع.
وفي ليلة 12 يوليوز الماضي، التي اغتصبني فيها عمر الراضي، كنا رفقة “ع.س”، وليست تلك أول ليلة نقضي فيها الليل معا، لقد تناولنا العشاء وظللنا مجتمعين، وكان علي عمار وزوجته فاطمة الزهراء قد استقبلا عدد من أفراد عائلتيهما يفوقنا بثلاث مرات. وعند منتف الليل، نزل عمر الراضي و”ع.س” إلى الطابق الأرضي حيث توجد مكاتب العمل، وحينها اغتنمت الفرصة للاتصال بخطيبي الذي يقطن في “سان فرانسيسكو”، وبسبب الاختلاف في التوقيت كان خطيبي لا يزال في العمل، واستلقيت على الأريكة في زاوية غرفة المكتبة في انتظار معاودة الاتصال به عند الساعة 1 و47 دقيقة بالضبط، وقد ربطت الاتصال به عبر الفيديو وكان يعلم مع من أقيم. في هذه اللحظة بالذات كان الجميع قد ذهب للنوم. وكانت هناك غرفة في الطابق الأرضي بينما باقي الغرف في الطابق الأول، مثل التي أنام فيها عادة والتي كانت مشغولة تلك الليلة من قبل أحد أفراد عائلة علي عمار وزوجته. وبالتالي كان لزاما علي النوم في غرفة المكتبة. في الواقع كانت هناك ثلاث زوايا متفرقة في مكان مفتوح، بحيث يستطيع كل واحد الاحتفاظ بخصوصيته بعيدا عن الآخرين، انا التزمت بالركن قرب المكتبة أما عمر الراضي فالتزم ركنا آخر على أريكة جلدية أما “ع.س” فكان في ركن قرب التلفاز، ولم يكن هناك داع للإحساس بالخوف بوصفنا أصدقاء. لقد كنا زملاء في العمل، والمنزل يعج بالأطفال والعاملين، فلماذا كنت سأخاف من عمر الراضي؟
منذ متى وأنت تعرفين عمر راضي؟ كيف يمكنك تقييم علاقتكما قبل تلك الليلة من 12 إلى 13 يوليوز؟
ه.ب: علاقتنا اتسمت بالود المفترض بين الزملاء ولا أعتقد أنني قمت بما قد يجعله يظن خلاف ذلك. لقد ساندته دوما وبلا تردد، بعد صدور تقرير منظمة العفو الدولية ، ودافعت عنه ووقفت إلى جانبه عندما استدعته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ) لاستجوابه بشأن الأموال المشتبه فيه تلقيها من الخارج. المرة الأولى التي التقيت عمر راضي كانت في يناير 2020. وكان علي عمار قد نظم حفلا احتفاء بإطلاق سراح عمر راضي بعد القضية التي أثيرت بسبب تغريدته على “تويتر”. التقينا مجددا في 13 يونيو الماضي من أجل العمل. كنت سأعطيه مفاتيح سيارة خدمة تابعة لموقع “Le Desk” بطلب من مديري علي عمار.
قبل ليلة 12 يوليوز، ألم يحدث أي شيء بالفعل؟
ه.ب: بلى، وقعت حادثة مزعجة للغاية لكن لم آخذها على محمل الجد. قبل أيام قليلة، وبالضبط في 7 يوليوز، جاء عمر راضي إلى فيلا رئيسي في العمل رفقة “ع.س”. وكان لديه جلسة استماع في اليوم التالي بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ). تناولنا العشاء وقضينا الليلة معا ودعمناه خلالها وشجعناه. لكن خلال المساء، قام بحركات غير لائقة تجاهي. لقد كنت غير مرتاحة البتة ولكنه كان يثمل ولم يكن على ما يرام لذلك رميت باللوم على الكحول وعلى مشاكله الشخصية.
أياما بعد ذلك، كنت لا أزال أسانده وأتضامن معه. لم يكن على ما يرام وكنت أتعاطف معه. لقد تفهمت وضعه لن ليس لدرجة السماح بذلك، والسماح لنفسي بأن أغتصب! الجميع كان على علم أنني مخطوبة وأنني أضع هذه العلاقة فوق أي اعتبار. لم أكن لأخون أبدا التزامي تجاه الرجل الذي أحبه. في “Le Desk”، كنا متلاحمين مثل العائلة. وهذا ليس خطأ رؤسائي في العمل ولن ألومهم أبدا لكني شعرت بالخيانة وبأني وضعت في الفخ. لم نكن وحدنا كان هناك “ع.س”. كنا ثلاثة زملاء ننام في الصالون وأكرر ذلك، لم يكن هناك من داع لأعتقد أن أحدهم سينقض علي والآخر يغطي بكل جبن على فعلته.
لقد تبادلت رسائل SMS مع عمر الراضي. ألا تخشين أنه قد يكون أساء تفسيرها؟
ه.ب: يجب أن تكون دنيئا حتى تعتقد في ذلك دعوة إلى عقد علاقة حميمة. كما أنها سبة في حقي وفي حق أصحاب المنزل الذين أعدهم عائلتي، أن أسعى الى إقامة علاقة رضائية على أريكة في غرفة المعيشة.
عندما كتب لي “غادي تجي ولا نجي”، أجبت بتلقائية “آجي نتا عندي مني نسالي” لأنني كنت على الهاتف مع خطيبي واعتقدت بسذاجة أن عمر كان يريد الحديث معي بشأن مشاكله. لقد أساء الفهم وانقض علي. ذهلت تماما، لقد كان هناك أشخاص في المنزل وكان يثمل. حاولت أن أرده إلى الصواب لكنه وضع يده على فمي وضغط بالأخرى بقوة حول رقبتي واغتصبني. (توقفت “ه.ب” لفترة طويلة عن الكلام قبل أن تتابع). كنت مشلولة، لم أستطع الحركة وفقدت الشعور بساقي. شممت رائحة الكحول، وعرقه، ورغبت في التقيؤ بينما هو يقهقه. عندما استطعت تخليص نفسي، هربت وحبست نفسي في الحمام لمدة ساعة على الأقل فقط لأهديء من روعي. لكنني لم أستطع التفكير في الأمر، لقد رغبت فقط في الرحيل بالمرة تخوفا من الفضيحة ، لأن من شان ذلك أن يخلق مشاكل لعلي عمار وفاطمة الزهراء قاديري.
كنت خائفة للغاية من أن يقول الناس “قلبت عليها” ، أو أنني بحثت عنها أو “أستحقها”. لا يستحق أي كان أن يعاني ما مررت به في تلك الليلة. تمنيت لو أنني فارقت الحياة قبل أن يقع ما وقع. وإلى الآن، أشعر بالمرارة وكأن هذا حدث للتو. أستيقظ مرارا في الليل في بسبب ما يعتريني من شعور بالاختناق، وعدم القدرة على الصراخ. أريد فقط أن تختفي الرائحة التي تبعث على التقيؤ لكنها لا تزال موجودة لحد الآن.
لقد قدمت شكوى في 23 يوليوز. لماذا انتظرت 10 أيام كاملة؟
ه.ب: لو لم يتحدث عني بسوء في الحانات متهكما مني وساخرا مما فعله بي، ربما كنت سأضع حدا لحياتي مثل معظم من تعرضوا للاغتصاب. وكما أسلفت من قبل، كنت خائفة من الفضيحة. بصراحة، هل تعتقدون أنه من السهل اللجوء إلى القضاء في مثل هذه الأمور خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا؟ ما مدى سهولة المخاطرة بسمعتك وتسمعين “قلبتي عليها”؟ كنت خائفة بشكل رهيب من أن يحكم علي أقاربي وخطيبي وأصدقائي وعلاقات عملي أولا. لم أكن أرغب في إيذاء رؤسائي في العمل الذين عاملوني بشكل ممتاز على الدوام، والذين عملت معهم بكل تفاني لمدة 17 شهرا. لقد رن هذا السؤال ألف مرة في رأسي: هل سيساعدوني؟ عمر الراضي معروف ولديه العديد من المؤيدين بينما أفتقر لأي دعم لكني لا أهتم، قررت الدفاع عن نفسي حتى النهاية. عندما ذهبت لتقديم الشكاية، ترددت كثيرا، لكنني فكرت في والدي الذي ضمني بين ذراعيه وعانقني بشدة، وأخبرني أنه سيدعمني مهما كان الأمر وهذا كل ما يهمني اليوم.
كيف كانت ردة فعل رؤسائك في العمل؟
ه.ب: بصراحة، لا أرغب في الحديث عن ذلك. إنهم يعرفون أنني شخص محترم وهم في وضع صعب. ما يمكنني أن أقوله لكم هو أنني أبلغتهم بعدما قدمت شكايتي.
خلال مواجهة لدى الدرك الملكي في بوسكورة دفع عمر الراضي بأن الأمر يتعلق بعلاقة رضائية؟
هذا ما يقوله الجلادون لتلطيخ سمعة ضحاياهم. يتحدث في “فايسبوك” عن “فخ” و”مكيدة” ليقدم نفسه كضحية، لكنني أنا الضحية وليس عمر الراضي. هل تعتقدون أنني كنت سأرد على رسالته النصية إذا أردت “خداعه”؟ كنت سأخاطر بأن يكون هناك شاهد يتمثل في شخص هو “ع.س”، الذي هو صديقه والذي سيقول ما يلزم لتبرئته؟ إذا كانت هذه مكيدة، فإن أول شيء كنت سأفعله هو الصراخ بأعلى صوتي لكي يستيقظ جميع من في المنزل ويعاينوا فعلته. لقد كان يغتصبني معتقدا أنني لن أبوح بشيء أو ربما كنت أنتظر ذلك. إنه أمر قذر ومقرف.
هل تتخوفين من شيء بعد تقديم هذه الشكاية؟
ه.ب: نعم، بطبيعة الحال. إنني خائفة، لدي مغص لا يفارق معدتي، وإذا تمكنت من الاستيقاظ كل صباح وأمضي في يومي فهذا بفضل الله. أخشى أيضا من بعض ردود الفعل. لقد صدمت وتزعزعت من موقف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (AMDH). لقد ذهبت إليها طلبا للمساندة، وحينها استنطقني وضعني محامي الجمعية بشكل مفصل. حاول أن يجعلني أغير كلامي وأقر بأنها علاقة رضائية. شعرت بأنه حكم علي وشوه سمعتي وكأنه بصق علي، وكأني لم أتقدم أمامه بشيء. وكما لو أن ذلك لم يكن كافيا، لقد واجهت AMDH الضحية وانتصرت لجلاده. هل قرأتم تدوينة عمر الراضي على “فايسبوك”؟ إنه يقر بأن الجمعية حذرته. أنا مندهشة من هذا وكذلك دفاعي يقاسمني نفس الشعور. ظننت أنني سأحظى بالحماية هناك، مثل يحدث عندما نقصد الطبيب، فهناك السر المهني الذي يلزم احترامه. لو علمت بما كان سيحصل لما ذهبت إلى هناك بالمرة.
كيف هي حالتك الذهنية اليوم؟
ه.ب: لست على ما يرام. من يرضى لنفسه أن يكون في مثل حالتي؟ أعاني كثيرا وسأشرع في العلاج من أجل تجاوز ذلك. إنها وضعية صعبة ولحسن الحظ، أن عائلتي تقف بجانبي. إن هذا الدعم مهم للغاية لأنني أعلم أن سياق هذه القضية سيعقد الأمور وأن كل شيء سيتم القيام به لتشويه سمعتي ووضع الضغط علي. ولكن لا يهمني، سأدافع عن نفسي.
إنه أمر مؤلم حقا، أن أتحدث عن هذا، لأنني تعرضت للاغتصاب من قبل زميل كنت أحترمه وأسانده. إذا واجهت النساء نفس مصيري، فلا يلزمهن الإحساس بالخجل أو الخوف من احكام ونظرات الآخرين أو الاختباء وراء “حشومة” بل يجب عليهن البوح، مهما كان الثمن الذي سيدفعنه، وبشأني أنا فإنني لن أصمت.