عبد الله ساعف يشخص بمراكش الواقع الحالي للعلوم السياسية بالمغرب

ألقى عبد الله ساعف الرئيس المؤسس للجمعية المغربية للعلوم السياسية، محاضرة، اليوم الاثنين بمراكش، في إطار المؤتمر الخامس للجمعية المغربية للعلوم السياسية، قام خلالها بتشخيص معمق للواقع الحالي للعلوم السياسية بالمغرب. وأبرز ساعف، أمام ثلة من الحاضرين ضمنهم أساتذة جامعيون ومتخصصون في العلوم السياسية وطلبة مغاربة وأجانب، أن العلوم السياسية فرضت نفسها على مر الزمن كتخصص متكامل يعالج قضايا متنوعة من قبيل السياسات العمومية والافتحاص وتقييم السياسات العمومية والحكامة. وأشار، في هذا السياق، إلى ارتفاع عدد المعاهد المتخصصة التي تدرس العلوم السياسية بالمغرب والطفرة النوعية على مستوى الأبحاث المرتبطة بهذه العلوم. وقال إن تنامي هذه المعاهد يأتي استجابة لحاجة حقيقية معبر عنها من قبل المجتمع المغربي، مسجلا أن التغيير المستمر لهذا الحقل المعرفي مرتبط بالتغيير الذي يشهده الواقع السياسي المغربي. كما قام عبد الله ساعف بتحليل تطور العلوم السياسية بالمغرب، خاصة خلال الثلاثين سنة الأخيرة، قائلا إنه “أضحت هناك صعوبة في التمييز بين ما هو سياسي وغير سياسي فالأمور تغيرت خلال الثلاثين سنة الأخيرة”، كما سجل أن العلاقات السياسية تتميز بتعدد الأطراف. وأثار، أيضا، مشكل الذاكرة البحثية بالجامعة في ميدان العلوم السياسية، مبرزا أنه يمكن الاشتغال على هذه الذاكرة وإعادة استغلالها من أجل فهم عميق لتطور الظواهر السياسية. وشدد، من جانب آخر، على أن العلوم السياسية أو علم السياسة مدعوة إلى أن تصبح في خدمة الديمقراطية. كما تطرق المحاضر للعلاقة القائمة بين السياسي ووسائل الإعلام والمتسمة بالالتباس في بعض الأحيان، داعيا ، في هذا الصدد، إلى وضع ميثاق أخلاقي للبحث العلمي من أجل الحد من السرقات الأدبية وحماية حقوق المؤلف. ويتناول المشاركون في هذا اللقاء، الذي يعد مناسبة لتدارس قضايا وإشكالات تهم علم السياسة في المغرب، مختلف الجوانب المتعلقة بموضوع اللقاء عبر ورقات علمية تقدم في إطار موائد مستديرة، وذلك من خلال تأملات متقاطعة حول دور الجامعة في التحولات الديمقراطية، وفي إنتاج المعرفة حول السياسي وتحليل السياسات العمومية، وفهم البنيات والفاعلين السياسيين في تفاعلهم مع المحيط الأكاديمي. كما تتطرق العروض التي ستلقى خلال هذا المؤتمر المنظم حول موضوع “الجامعة والتحولات السياسية بالمغرب”، لمواضيع تهم، بالأساس، “التعليم العالي ورهانات العولمة” و”دور الجامعة في تأطير السياسي في المغرب” و”علم السياسة وتحولات الفضاء العمومي الأكاديمي :أسئلة وتحديات” و”أي دور للجامعة في تأطير التحولات السياسية بالمغرب” و”دور الجامعة المغربية في التنمية السياسية” و”الجامعة المغربية والرهانات السياسية لوسائل الإعلام والاتصال الجديدة” و”الجامعة ومواكبة تطور حقوق الإنسان بالمغرب” و”الحريات الجامعية بين غياب النص القانوني وضعف المبادرة السياسية”. وسيتم خلال المؤتمر، المقام على مدى يومين بشراكة، على الخصوص، مع جامعة القاضي عياض بمراكش ومؤسسة هانس سايدل الألمانية، تجديد هيئات الجمعية (المكتب التنفيذي والمجلس الإداري).