عطوان: هكذا ستشعل حملة المقاطعة المغربية نار الاحتجاجات بالعالم العربي وعلى رأسه الأُردن!
اعتبر الاعلامي الشهير عبد الباري عطوان، أن “الشُّعوب بدأت تَخترِع أدوات رَفضِها والحَرب الطبقيّة باتت وَشيكَةً” ، حيث ربط بين المقاطعة الشعبية في المغرب التي انطلقت منذ 20 أبريل الماضي ضد بعض الشركات الكبرى بسبب الغلاء ، والاحتجاجات التي شهدتها الاردن مؤخرا بسبب قانون ضريبة الدخل الذي تنوي الحكومة إصداره و قرار رفع أسعار المحروقات الذي تدخل الملك الاردني لتوقيفه . ووصف عطوان في افتتاحية رأي اليوم اللندنية ، الإضراب العام الذي شهده الأردن احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل بأنه “قِمّة جبل جليد من المعاناة وثَورة جِياعٍ مَكتومة” ، معتبرا أنه “عندما يتوحد الأردنيون جميعًا على أرضية رفض هذا القانون، ويَضعون كل خلافاتِهم جانبًا، وما أكثرها، ويطالبون بإلغائه، وليس تعديله، وقبل أن يناقشه البرلمان، فهذهِ الرِّسالة الأقوى إلى النظام السياسي الأردني، ونخبته، التي تقول أن هذا البرلمان لا يمثله، وأن الكَيل قد طفح، ولم يعد هناك أي مجالٍ للإذعان والتحمل في الوقتِ نفسه”. واعتبر الاعلامي الفلسطيني أن المقاطعة المغربية سجَّلت سابقة في الوطن العربي و باتت مرشحة للانتشار في عدة دول بالمنطقة ، حيث قال “إذا كان انتحار الشاب البوعزيزي حرقًا في مدينة سيدي بوزيد التونسيّة قد أشعل فتيل ثورات الربيع العربي، فإنّ المجتمع المدني المغربي الذي رفع سيف المُقاطعة في مواجهة الشركات التي يَملُكها رجال أعمال .. جشعين بالغوا في امتصاص دمائِه برفع أسعار سلعهم، سجَّل سابِقةً خطيرةً وغير مُكلِفة، ربّما تَنتشِر مِثل النار في الهشيم في أماكنٍ أُخرى من الوطن العربي وعلى رأسها الأُردن”. وأضاف عطوان متسائلا “ماذا تستطيع أجهزة الأمن العمل لمواطن قرَّر عدم شِراء هذا المَنتوج أو ذاك، والاحتفاظ بقُروشِه القليلة في جَيبِه، وليس إرسالها إلى جُيوب الجَشِعين؟ تَعتقِله؟ تُعذِّبُه؟”، مضيفا في افتتاحيته “الحاجة هِي أُم الاختراع، وشُعوبنا العربيّة باتت الأكثر إبداعًا في تطوير أدوات احتجاجها، والأهم من ذلك أنٍها بدأت تتحرَّر من عُقدَة الخوف، خاصَّةً أنّه لم يَعُد لديها ما يُمكِن أن تَخسره”.