فصل المقال في ما بين الشيخ المعطي والثراء من إتصال
هكذا و بسرعة البرق يريد أن يقنعنا الشيخ المعطي منجب وفي أقل من 200كلمة عبر منشور أسماه (بلاغ للرأي العام) أنه ملاك مرسل من السماء فرضت عليه (مهامه السماوية) أن يلبس جبة المؤرخ وجلباب المحلل السياسي وقميص المُنَظر و سروال المُفكر و حزام العالم و كبوط الفيلسوف, و كل ذلك بغرض التكتم على الرسالة السماوية التي كلفته بها قوى ربانية لن يستطيع ذكر إسمها لأنها جهات تعيش من النور, ولا تحتمل إستهدافه من طرف النيابة العامة ..
وبعيدا عن التصور المبالغ فيه الذي يرسمه لنا الشيخ المعطي عن شخصه وعن زبانيته التي تناصر خرجاته “المجدوبة ” فالحقيقة المجردة الواضحة والجلية هو أن الشيخ المعطي ليس إلا واحد “مضبر على راسو مزيان بالصرف ديال الخارج ” يتزعم حفنة من “الجبايهية” و”الفهايمية” الذين يغرقون في “الذاتية” و”تخراج العينين” يتزعمهم الشيخ المعطي لصنع دراما بئيسة”مسبقة الدفع” ومبالغ فيها جدا جدا عن الوضع الحقوقي في المغرب وكل هذا في إطار تقاسم الأدوار بين رهط من “الكجايمية” الذين يعتمدون في المرحلة الأولى على تأويل الحالة الحقوقية في المغرب وفق قالب جاهز , وذلك إنطلاقا من أحداث معزولة ومختارة بعناية يجري من بعد تضخيمها والنفخ فيها بشكل تدريجي حتى تصبح في المرحلة الأخيرة فيلما دراميا من نسج الخيال لا صلة له بالوقائع المسجلة يلعب فيه الشيخ المعطي دور” المنقذ من الضلال ” الذي ينبه الناس جميعا ليوم مابعده يوم.
وفي قراءة سريعة لمجريات الأحداث فإن الشيخ المعطي يتحمل مسؤولية عريضة في صناعة أحداث و وقائع وهمية وإختلاقها بإحترافية عالية بغرض تقديمها في مرحلة موالية على شكل “هدية ” لشخصيات تعيش خارج المغرب و تلهث بإستمرار وراء إحداث الفوضى في مغربنا الحبيب وهي معروفة بإستعدادها الدائم 24 ساعة على24 وطيلة أيام الأسبوع لتخصيص الدعم المالي والمعنوي اللازم لإحداث فوضى ممنهجة قابلة لإشعال فتيل االمواجهات الدموية والعنيفة في المغرب.
ويتفنن شيخ الفهايمية المعطي منجب في إخفاء عدد من وسائل و أليات إشتغاله عن زبانيته وحاشيته بعناية مدروسة حيث لم يسبق أن كشف للفهايمية” الذين يحيطون به عن الدعم المالي الذي كان ولا زال يتلقاه بسخاء من الخارج و يكتفي بتوزيع دريهمات قليلة على الفهايمية الصغار في حين يتحول لسخاوة حاتمية مع الجبايهية “الكبار” الذين سبق لهم الخضوع لتكوين متخصص في “تقنية تدليس المعطيات والبيانات الرسمية” قبل تقديمها للرأي العام مطلية بالسواد ومزركشة باليأس والقنوط وكأنها نذير شؤم ينذر الناس جميعا بإقتراب يوم القيامة .
البلاغ الذي نشره الشيخ المعطي يؤكد بالملموس تشبته بإنكار التحويلات المالية المهمة التي تلقاها طيلة عقد من الزمن من الخارج وحولها لممتلكات شخصية في المغرب وأيضا في فرنسا التي يحمل جنسيتها . حتى وإن كانت هذه التحويلات واضحة وجلية وكل الجبايهية الذين يحومون حوله قد لعقوا منها بمقادير متفاوته ومنهم بالاساس من لهف منها ما كان كافيا لأداء ثمن شقة فاخرة بمدينة الرباط ومنهم أيضا من لهف منها فقط ما يكفيه ليمضي أسبوعا كاملا للتنقل عبر حانات وملاهي الدار البيضاء .
يتفنن الشيخ المعطي في تقديم نفسه دوما على أنه ضحية كما يتفنن أيضا في إقناع كل “الكجايمية ” الذين يدورون في فلكه على أنه مستهدف من طرف النيابة العامة ومن طرف الصحافة ومن طرف البوليس ومن طرف الجميع لأنه ملاك مرسل من السماء في مهمة مجانية للمغرب, ليس إلى أي بلد أخر, تحديدا المغرب, ليس إفريقيا, وليس شمال إفريقيا ,وإنما المغرب ووحده المغرب بشكل حصري .
بالإطلاع على التحويلات المالية التي تلاعب فيها الشيخ المعطي وباقي “الكجايمية” الذين يسبحون في فلكه سيكون من الصعب على أي كان أن يصدق أن الشيخ المعطي “ملاك من السماء ” وسيصعب على الجميع تصديق “المكانة الإجتماعية التي يقدم بها نفسه في الخارج وفي الداخل أيضا وذلك بالتأكيد ما ستكشف عنه التحقيقات التي ستجري تحت إشراف النيابة العامة والتي من المنتظر أن تجري تحت عنوان “فصل المقال فيما بين الشيخ المعطي والثراء من إتصال ”
حميد الرحماني