في التعليم كم نحن فاشلون…
كمال اشكيكة
منذ الدخول المدرسي الأخير، والذي عرف خصاصا مهولا في الأطر التعليمية، كما عرف أيضا إكتضاظا مهولا داخل الأقسام التي فاق عدد التلاميذ بها الستين تلميذا داخل الفصل الواحد. مما يؤثر لا محال على جودة التعلم… منذ ذلك والتعليم العمومي في صلب نقاشات الجميع. فقد فتحت المدارس أبوابها منذ أكثر من شهر، ولا زالت مقررات التربية الإسلامية غير متوفرة في المكتبات. وهذا من أبسط ما يجعلنا نعترف أن التعليم ليس من أولويات سياسة بلادنا.
رغم ما رصد من إمكانيات مهمة لإصلاح هذا القطاع الحيوي الذي يعد عماد التنمية، سواء البشرية او الاقتصادية، ورغم كل المخططات والمواثيق التي تبنيناها، إلا أن التقارير العالمية تجعلنا نصاب بالصدمة جراء احتلال دولة جامعة القرويين لذيل الترتيب.. فالتقرير الأخير للمنتدى العالمي الإقتصادي، والذي بوأ سنغافورة الرتبة الأولى عالميا، وجعلها تفتخر بذلك. في نفس الوقت صفع من جديد مسؤولينا، وأكد لهم أننا لم نبرح مكاننا، فجعلنا في الرتبة 101 من أصل 140 دولة شملها هذا التقرير، وهو الترتيب الذي لم نكن فيه أحسن حالا من جيراننا وإخواننا في اللغة، أمة إقرأ التي جعلت من التعليم آخر همومها.
ولابد من الإعتراف أن ما وصل إليه التعليم اليوم يعود بالأساس إلى الضغط الكبير الذي يمارسه لوبي المدارس الخصوصية على مؤسسات الدولة ومسييريها. لتفسح أمامه المجال لنهب جيوب المواطنين…
إن كنا نملك رغبة حقيقية في إصلاح التعليم، فما علينا إلا أن نبعده عن المزايدات السياسوية الضيقة، وأن نشرك الجميع في مخططات عملية، تستطيع النهوض بهذا القطاع. كما يجب أن يتحمل الجميع مسؤوليته انطلاقا من الأسرة مرورا بالمؤسسات التعليمية ووصولا إلى دواليب الوزارة المعنية. كما علينا أيضا الخروج من الإستراتيجية التي أصبحت تنهجها اليوم المدرسة، حيث أصبحت تحاول أن تنتج لنا عقول قادرة على الكتابة والقراءة فقط، وتغفل عن الإهتمام بالجانب المعرفي والأخلاقي، مما يولد لدينا عقول مبرمجة على معرفة قراءة الحروف وكتابتها، عاجزة عن التفكير والاختيار، والإنتاج… أما إن واصلنا السير بنفس السرعة التي كنا نسير بها منذ عقود مضت، وبنفس الإستراتيجيات، فإننا سنظل نعلق على التعليم كما علق وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، يوم قال: “إن المؤشرات والتقارير العالمية تجعلنا نفهم ونعترف كم نحن فاشلون”.