في عالم مضطرب..الاقتصاد المغربي يسجل نقاطا إيجابية
انقلاب في التجارة العالمية يحدث بوتيرة متسارعة بسبب الحرب في أوكرانيا والصراع التجاري الأمريكي الصيني والذكاء الاصطناعي، في هذا الانقلاب هناك مستفيدون ومتضررون، ولكن اللافت أنه من بين أبرز المستفيدين هناك المغرب.
ففي المغرب تحمل الشاحنات القادمة من شركة خدمات لوجستية مقرها ولاية كونيتيكت الأمريكية، قطع غيار وملابس لتعبر مضيق جبل طارق.
وتصعد حوالي 60 شاحنة من شاحنات شركة XPO Inc على متن العبارات، لتعبر مضيق جبل طارق. تنقل هذه الشاحنات أجزاء السيارات والملابس والبضائع الأخرى من إفريقيا إلى أوروبا.
تعبر شاحنات شركة XPO من ميناء طنجة المتوسط، الذي افتُتح في عام 2007، وقد صار بالفعل أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في إفريقيا.
وارتفعت الإيرادات السنوية في المغرب بالنسبة لشركة XPO، التي تتخذ من بلدة غرينيتش بولاية كونيتيكت الأمريكية مقراً لها، بمعدل سنوي بلغ 30%، فقد وصلت مؤخراً إلى 99 مليون دولار.
ويعرض ازدهار أعمالها كيف تتمتع البلاد بوضع مثالي يسمح لها بالازدهار. ولا يهم إذا كانت أوروبا والولايات المتحدة تعتمد على الصين في التصنيع، أو ما إذا كانت تسرّع وتيرة تحول سلاسل إمدادها إلى مكان أقرب إلى أراضيها. فلطالما تولت شركة XPO نقل الشحنات لصالح الشركات الأمريكية والأوروبية. والآن، صار اثنان من أكبر عملائها شركات تصنيع مكونات السيارات الصينية.
وتملأ الشركات الأوروبية والأمريكية الشمال المغربي بالمصانع. ويعمل آلاف المغاربة بالفعل في مصانع رونو ومصانع تجميع السيارات الأخرى، وأيضاً لدى عملاقة صناعة الطائرات الأمريكية بوينغ خطط لإضافة 8700 وظيفة بحلول عام 2028. ويوسع الميناء مساحة رصيفه، كي يتمكن من التعامل مع طفرة السيارات الكهربائية.
وتخطط الحكومتان الصينية والمغربية لتحويل المناظر الطبيعية الوعرة التي تتكون من التلال الممتدة ومزارع الأغنام التي تمتد لمسيرة نصف ساعة بالسيارة، إلى ما يطلقون عليه “مدينة طنجة تيك”، التي ستضم مئات الشركات الصينية.
وفي حديثه مع بريندان موراي، الصحفي لدى وكالة Bloomberg، قال لويس غوميز، رئيس القسم الأوروبي في شركة XPO: “المغرب يحصل على فرص من بلدان متقدمة، والتي تريد أن تستثمر، وأن تنتج، وأن تستفيد من المغرب تجارياً”.