قصة حمار
الكاتب:
سامي صبير -مراكش 24
دائما ما ارتبط الحمار بصفة الغباء والأعمال الشاقة، حتى أصبح أغبى شخصية في النكتة وأسهل من يخدع. كما هناك من يضيف في الحمار صفة العناد و”قصوحية الراس”، و أضحت بلادته عند البعض رمز للتمرد والعصيان.
وتوجد قصة ساذجة وغير مضحكة عن حمار انجليزي يدعى “دانكي شوت”، حيث اختلطت “العرارم” على الحمار وقرر تحمل مسؤولية مجتمع الحمير، وأخذ يفكر في مصير أجيال من “الدحوش” الصاعدة.
وهكذا خلص المسؤول إلى أن لا مفر من رد الاعتبار إلى شخص الحمار، وكتب إلى كل من يهمهم الأمر:
بصفتي “دانكي شوت” المسؤول عن مجتمع الحمير، أود أن أتظلم نيابة عن أبناء جلدتي، وأطالب بإعادة رد الاعتبار لخدماتنا ومنحنا كرامة وعدالة اجتماعية.
لاقى الحمار في بداية الأمر صعوبة في أداء مسؤوليته، ظن أنه يكفي كتابة خطاب يتضمن بعض العبارات المهددة وإرساله للجهة المسؤولة عن معاناة الحمير لتحل المسألة، لكن لم يتلقى أي رد. وبما أنه سبق ونصب نفسه مسؤولا عن شعب بأكمله، أصر على إقناع نفسه أن الأمر لا يتطلب إلا بعض الوقت و”تزيار السمطة”، وحسب “دانكي” فهذه المؤامرة تنخر في المجتمع منذ وقت طويل وتحتاج الصبر والحزم حتى لا تجر الشعب إلى الهاوية.
وقرر مرة أخرى كتابة مقال يتظلم فيه مما يعانيه، لكن في هذه المرة فكر في توجيهه لشعبه الحبيب. فلا أحد أدرى بشعاب مكة غير أهلها. ونهق بخطابه :
بصفتي “دانكي شوت” أبر أبناء جنسنا، أخذت على عاتقي خوض النزاع حتى استرداد كرامة الحمار.
واقتنعت باقي الحمير بأن له غرضا واضحا وقضية، وحتى يكملوها ويجملوها، انتخبوه ليتوجه إلى قبة البرلمان الانجليزي. حيث من المفروض عليه أن يدخل في معارك مع باقي الحيوانات، ويجبر التماسيح الأشرار على سن قانون يمنع اضطهاد الحمار ويعاقب كل من جعل شعبه المسحوق يعاني، ولعله كان يضع ربطة عنق وبذلة “العرس” تحسبا للبروتوكولات، فعلى ما يبدوا لم يسمع عن “دانكي شوت” أي خبر إلى يومنا هذا.
وفي رواية أخرى حكي أنه لم يتغير في مجتمع الحمير أي شيء، وتحول “دانكي” إلى شخصية كرتونية في أحد مسلسلات الأطفال الشعبية الممنوعة من العرض.
في الحقيقة هناك نوعان من الحمير. حمير بيولوجيا “من عند الله”، وحمير إيديولوجيا. وأي تشابه في الأحداث أو الشخصيات لا علاقة له بالواقع، ونحن لا نتحمل مسؤولية خيالكم الواسع.