قصة واقعية لفتاة مغربية تعرفت على مغتصبها المجهول بعد فقدان ذاكرتها لمدة سنة
الكاتب:
أمينة المستاري
بعد فقدان عقلها لأزيد من سنة، استطاعت “أميمة”، قاصر تعرضت للاغتصاب، أن تتعرف على مغتصبها ليحال على القضاء، في انتظار أن ينصفها بعد معاناة عاشتها وعائلتها طيلة تلك المدة.
الفتاة لم تكن تتجاوز آنذاك الرابعة عشر من عمرها، تقطن بدوار الخربة بخميس آيت اعميرة ضواحي اشتوكة، انقطعت عن الدراسة بقرار من والدها، الذي خشي على ابنته من التعرض لاغتصاب بسبب بعد المدرسة، لكن ما خشيه وقع وفي عقر داره، في نهاية دجنبر من السنة الماضية.
خرجت الفتاة كما هي عادتها ذات صباح لرمي القمامة، بعد خروج أفراد عائلتها للعمل، وتركت الباب مفتوحا قبل أن تعود لتلج المطبخ مباشرة. لم تفطن بوجود شخص بالبيت تربص بها واستغل غياب والديها ليدخل خلسة، ويهاجمها من الخلف ويضع على فمها قماشا به مادة مخدرة، أفقدتها وعيها وسقطت على الأرض، وعندما استفاقت وجدت نفسها وقد فقدت عذريتها.
أصيبت بانهيار عصبي ودخلت حالة اكتئاب ألزمها الصمت ولم تقوى على البوح بسرها الدفين، ومع مرور الأيام تغيرت تصرفاتها حتى أنها قامت في أحد الأيام بخلط “العجين” مع السردين ورمتها في القمامة، ولم تعد تزن كلماتها حتى أنها دخلت في حالة نفسية صعبة وفقدت عقلها بشكل تدريجي، حتى أنها أصبحت عنيفة وظلت تردد كلمات دون معنى : “نحل كحل، دبان كحل، جاني مُوش” .
لم تقوى على سرد ما وقع لها ولو لأقرب الناس إليها ” شقيقها، أمام حالتها تلك، شك الأب “عبد الرزاق” في الأمر وسألها فما كان منها سوى أن بادرته بالقول: بغيت نتزوج”، فوجئ الأب بتصريح ابنته وبعد إلحاح منه أقرت الفتاة بكون شاب” رشيد” اعتدى عليها جنسيا في مطبخ المنزل، وفقدت عذريتها.
لم تقو رجلي الأب على حمله، أصيب بصدمة قوية وانتابته حالة من البكاء، قبل أن يتوجه إلى مركز الدرك الملكي بآيت اعميرة، بعد أن عرضها على طبيب منحه شهادة تثبت واقعة الاغتصاب.
مباشرة اتصل الأب بجميعة نحمي شرف ولدي، لمؤازرته في قضية ابنته، وقامت الجمعية بتقديم شكاية للمحكمة الابتدائية بإنزكان، هذه الأخير أحالت القضية على استينافية أكادير.
وبعد عرض القضية أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق، صدر الأمر بإجراء خبرة طبية للفتاة بسبب حالتها النفسية المتدهورة، وأحيلت القضية مرة أخرى على ابتدائية إنزكان.
قامت جمعية نحمي شرف ولدي بمتابعة حالة الفتاة أثناء علاجها على يد طبيب نفسي لمدة سنة، إلى حين تعافيها واستعادة حالتها الطبيعية، فقدمت الجمعية شهادة طبية للطبيب التي تؤكد أن الحالة النفسية للفتاة تحسنت، واستطاعت الضحية أن تتعرف على مغتصبها وتقدم أوصافه، حيث صدر أمر النيابة العامة للدرك الملكي بخميس آيت اعميرة لاعتقال الجاني.
تمت مواجهة الضحية ومغتصبها، واستطاعت التعرف عليه من بين العديد من ذوي السوابق، وتمت إحالة الجاني قبل أيام على النيابة العامة وقاضي التحقيق، هذا الأخير قرر متابعة المغتصب في حالة سراح.
بعد مرور سنة وثلاثة أشهر على واقعة اغتصابها، ما تزال الضحية تخاف شبح مغتصبها، تضطرب كلما سمعت اسمه، تنتابها حالة من البكاء من حين لآخر، بعد أن حرمت من دراستها لخوف والدها من تعرضها لاعتداء لكن القدر شاء أن يعتدى عليها في عقر دارها.
امينة المستاري