قطر تختار مرا كش لإطلاق اكبر تحالف عالمي للأراضي الجافة
تواصل قطر خطواتها العملية في تأسيس ’التحالف العالمي للأراضي الجافة‘، الذي يهدف إلى سد الفجوة القائمة في مجال البحث والتطوير، وتحسين سياسات وخطط الأمن الغذائي لدى الدول التي تعاني التصحر والجفاف ومشكلات بيئية. ويعقد التحالف اجتماعه الوزاري الأول للدول المزمَع مشاركتها فيه بمدينة مراكش يومي 29 و30 مايو الجاري؛ لمناقشة مسودة المعاهدة التأسيسية والتوقيع عليها من قِبل الدول الأعضاء، وكذلك مسودة التمويل المبتكر، التي تخدم تمويل التحالف ماليًّا. ويشارك في المؤتمر الوزاري الدول الأعضاء المحتملة في التحالف، وهي: المغرب والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان والسعودية والكويت وتونس والجزائر ومصر والأردن والعراق وليبيا وجنوب أفريقيا والسنغال وتشاد وتنزانيا والنيجر وكازاخستان وبوركينا فاسو والمكسيك.
التحالف مبادرة أطلقها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة، خلال الدورة الثامنة والستين لجمعيتها العامة في نيويورك عام 2013، وبتعاون مع عدد من المؤسسات ووكالات التنمية في القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني.
يشير بدر بن عمر الدفع -المدير التنفيذي للتحالف- إلى أن الكيان سيسهم في مراجعة السياسات والتنسيق مع الدول الأعضاء، بهدف تحسين أنظمة الأمن الغذائي لها منفردة ومجتمعة. ويوفر الفرصة لتبادل المعرفة والممارسات المثلى، والحصول على الدعم المالي لإجراء البحوث وتبادل التدريب ونقل التكنولوجيا.
ويؤكد الدفع لشبكة SciDev.Net: ”سيتم إطلاق التحالف خلال الربع الأخير من العام الجاري“، فور الاستقرار على المعاهدة التأسيسية له والدول الأعضاء فيه.
”ويشترط التحالف أن تكون 40% من مساحة الدول الأعضاء أراضي جافة، وأن تعاني مخاطر انعدام الأمن الغذائي، وتلتزم وتتعهد بأهداف التحالف ورؤيته ومشاريعه المستقبلية“، وفق الدفع.
يقول الدفع: سيمول التحالف مشروعاته من خلال صندوق التمويلات المبتكرة، وهو أداة التمويل للتحالف لتحقيق أهدافه المرجوة، ويمكن للدول الأعضاء المساهمة فيه من خلال ضرائب مختلفة، أبرزها -على سبيل المثال- ضريبة النقل الجوي الدولي، وهي ضريبة رمزية تُفرض على تذاكر السفر.
ويشير إلى أن مبادرة منظمة ’يونيت إيد‘ الدولية تتبع هذا الأسلوب المبتكر لتمويل البحوث والمشروعات الخاصة بأمراض الإيدز والملاريا والسل، بالإضافة إلى صندوق آخر طوعي تموله مساهمات الدول الأعضاء. –
وسيتعاون التحالف مع الشركاء محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا؛ للمشاركة في الابتكارات التكنولوجية والبحثية الجديدة في مجال استخدام الطاقة والمياه والزراعة؛ تلبيةً لاحتياجات الدول الأعضاء في ظل التغير المناخي عالميًّا. –
وينقسم الشركاء إلى شركاء ماليين مثل بنوك التنمية، ومنهم بنك التنمية الأفريقي وبنك التنمية الآسيوي والبنك الإسلامي للتنمية، وشركاء في المجال البحثي، ومنهم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وتحالف مراكز البحوث الزراعية الدولية.
يؤكد أهمية مثل هذه التحالفات عاطف سويلم، خبير إدارة المياه والري بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ’إيكاردا‘، ويقول مستدركًا: ”لكن للأسف لا يوجد تجمع واحد لها، وهذا يهدر الموارد ويشتت الجهود“ –