قطر تنشئ قرية نموذجية لساكنة “المحبس” على الحدود المغربية الجزائرية
استفادت 24 عائلة بدوار بئر 6، الواقع بالجماعة الترابية المحبس، إقليم أسا الزاك، على بعد كلمترات من الحدود المغربية الجزائرية، من منازل تتكون من غرفتين ومطبخ وساحة، مع تجهيزات المطبخ وبعض الأفرشة، بتمويل كامل من المؤسسة القطرية العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية.
وتوصلت 8 عائلات بمفاتيح منازلهم الجديدة، في حفل أقيم بالمناسبة يوم الثلاثاء الماضي 6 غشت 2019، بهذه المنطقة الحدودية، وأعطى الإنطلاقة الفعلية لبدء أشغال بناء 16 منزلا للأسر المعوزة، عامل الإقليم، مرفوقا بممثلين عن المؤسسة القطرية، ورئيس جماعة المحبس، ومنتخبين وبرلمانيون، وشخصيات مدنية وعسكرية.
وفي معرض كلمة المؤسسة القطرية، أمام الحضور، قال عبد الرحمن العبيدي، نيابة عن عبد الله بن عبد العزيز العطية، رئيس مجلس إدارة المؤسسة:” أتقدم بجزيل الشكر للملك محمد السادس، وللشعب المغربي الشقيق، على روح الأخوة، ونعتبر أنفسنا في بلدنا الثاني”.
وأضاف ذات المتحدث، قائلا:” اليوم الثلاثاء 6 غشت، وبتوجيهات من الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، سلمنا مفاتيح المسجد، وثمانية منازل لساكنة حي بئر 6، ومسبح في بلدية الزاك، ونعمل على عدد من المنشاريع بالمنطقة، منها بناء سد بمنطقة فاصك، والملعب البلدي في الزاك، ومسجد بدر في أسا، وإصلاح الطريق بين الفيجة وراس الطارك بجماعة الشاطئ الأبيض، وصيانة الطريق بين المحبس والزاك، إضافة إلى توزيع 5000قفة في شهر رمضان كل سنة”.
أبركهم الشرقي رئيسة جميعة مبادرات نسائية للتنمية والتضامن والعمل الاجتماعي بالمحبس، والمتتبعة للمشروع، قالت في تصريح لوسائل إعلام “نحن اليوم بصدد تدشين مرحلة جديدة من مشروع دام سنة، وهو إعادة إيواء ساكنة بئر 6، هذه المنطقة التي عرفت مؤخرا، أمطارا عانت منها الأسر، وتسببت لها في العيش في أوضاع مزرية”.
وأضافت الشرقي في تصريحها:” اليوم وبتمويل المؤسسة القطرية، وبمجهودات كل المتدخلين، تم وضع حجر الأساس لبناء 16 منزلا، والهدف الأساس هو إعادة التأهيل واعمار ودعم واستقرار الساكنة بحي بئر 6، خاصة وأن المرأة الحدودية تعاني من مشاكل، ربما لاتظهر لأي كان، ولكن تظهر لمن يقف تحت درجة حرارة الصيف المرتفعة لمستويات قياسية، وزخات الأمطار التي تخترق اسقف المنازل الطينية الهشة في الشتاء”.
وتابعت “هي مرحلة جديدة للإستقرار، واستمرار لمسلسل التنمية، الذي دشنه الملك محمد السادس، والإنفتاح على دول نتقاسم معها الدماء والدين واللغة والتقاليد والعادات، هو افتتاح لمرحلة جديدة شعارها الاستثمار في العنصر البشري، ونقول اليوم بأن المرأة الحدودية أقوى وأصمد، وتعيش مرحلة جديدة من واصمد شعارها الإعمار”.
الشرقي سالم، النائب الأول لجماعة المحبس، قال بدوره:” نحن اليوم بصدد إعطاء الإنطلاقة، لمشرع بناء 16 منزلا، لإيواء ساكنة حي بئر 6، الجماعة تكفلت بالبقع الأرضية، والمؤسسة القطرية تولت عملية البناء والتجهيز، ونعمل في الجماعة الآن، على تجهيز هذا الإقليم الذي دشنه الراحل الحسن الثاني، بالتجهيزات الأساسية”.
منا الغزواني، إحدى المستفيدات في الأربعينات من عمرها، أرملة وأم لطفلين، قالت:” ساكنة دوار بئر 6، تعاني الهشاشة والفقر، وعشنا لحظات عصيبة، خلال فصل الشتاء الأخير، أنا مثلا اضطررت للتنقل والعيش في منزل للكراء، واليوم بفضل هذه المبادرة أتوفر على مفتاح يأوي أسرتي الصغيرة”.
وفي نفس اليوم، وببلدية الزاك، استفاد أطفال وشباب، ومعهم ساكنة المدينة، من مسبح أنشأته المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية، التابعة لدولة قطر الشقيقة، بحضور يوسف خير عامل إقليم أسا الزاك، وبرلمانيين ومنتخبين وجمعويين، وشخصيات مدنية وعسكرية.
وقال حميدة مولود رئيس المجلس البلدي للزاك، في تصريح لوسائل إعلام، على هامش الإفتتاح الرسمي للمسبح، والذي نظم أمس الثلاثاء في حرارة قاربت 45 درجة:”المسبح قامت المؤسسة العالمية بصيانته وبنائه وتجهيزه، على أرض منحتها الجماعة، وسيكون له لدور كبير في امتصاص أنشطة مختلفة، سيستفيد منها بالخصوص أطفال وشباب إقليم الزاك، واهمية مثل هذا المشروع، تتجلى أساسا في توفير فضاء للترفيه، في منطقة تعرف درجات مرتفعة من الحرارة”.
وأضاف حميدة مولود في تصريحه:”الأشغال دامت في المسبح، حوالي ستة أشهر، وتبلغ طاقته الاستيعابية حوالي 50 مستفيدا، وخصصت له المؤسسة القطرية، تجهيزات متطورة للإنقاذ، ووفرت له يدا عاملة للصيانة، مهمتها مراقبة جودة المياه، وسلامة السباحين”.