كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة 2016 FIFA
من مجهولات إلى نجمات
يتنافس اعتباراً من 13 نوفمبر 16 منتخباً على إحراز النسخة الثامنة من كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA، لكن قبل انطلاق هذه المنافسات يتساءل النقاد عن أي نجمة ستتألق في العرس الكروي؟ من هي اللاعبة التي ستحدث اختراقاً على الصعيد الدولي في المستقبل؟
هذه الأسئلة ليست مفاجئة إذا نظرنا الى تاريخ هذه البطولة. ففي عام 2002، ظهرت لاعبة بشكل لافت في كأس العالم للسيدات تحت 19 سنة FIFA وطبعت مستقبل كرة القدم للسيدات لفترة طويلة وتوجّت بجائزة FIFA لأفضل لاعبة في العالم خمس مرات وهي النجمة العالمية البرازيلية مارتا. كانت في السادسة عشرة من عمرها عندما قادت السيليساو الى المركز الرابع من كأس العالم للسيدات تحت 19 سنة FIFA في كندا. ونجحت في مساعدة فريقها في تكرار الإنجاز في نسخة عام 2004 في تايلاند وكؤفئت جهودها بإحرازها كرة adidas الذهبية لأفضل لاعبة في البطولة.
نجمة جديدة في سماء الكرة
شهدت نسخة 2002 اختراقاً للاعبة كبيرة هي الكندية كريستين سينكلير التي أظهرت موهبة كبيرة لتحرز الكرة الذهبية والحذاء الذهبي لأفضل لاعبة وهدافة. منذ تلك البطولة، شاركت سينكلير في أربع نهائيات لكأس العالم للسيدات FIFA، وفي مسابقة كرة القدم للسيدات في الألعاب الأوليمبية ثلاث مرات وساهمت في إحراز كندا الميدالية البرونزية في لندن 2012 وريو 2016.
كانت هذه البطولة أيضاً منصة لتخريج مواهب عدة من الولايات المتحدة. فقد شاركت سيدني ليروكس في كأس العالم للسيدات تحت 19 سنة تايلاند 2004 FIFA، قبل أن تضرب بقوة في نسختي تشيلي 2008 وألمانيا 2010. ساهمت عروضها القوية في بلوغ منتخب بلادها الدور ربع النهائي عامي 2004 و2010، لكن في عام 2008 نجحت في قيادة الولايات المتحدة إلى اللقب، وهو النجاح الذي استفادت منه مواطنتها أليكس مورجان التي فرضت نفسها احدى نجمات تلك البطولة أيضاً. كانت مورجان عام 2011 إحدى النجمات اللواتي تألقن في صفوف المنتخب الأمريكي في كأس العالم للسيدات FIFA في ألمانيا قبل أن تساهم في إحراز فريقها الميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم للسيدات في الألعاب الأوليمبية لندن 2012 قبل ثلاث سنوات من قيادة المنتخب الأمريكي للفوز باللقب العالمي مجدداً في كندا 2015.
سيدات اليابان بطلات العالم
جاء انتصار الولايات المتحدة على اليابان في نهائي مسابقة كرة القدم للسيدات في الألعاب الأوليمبية 2012 بعد عام واحد من خسارة مريرة أمام المنافس ذاته في نهائي كأس العالم للسيدات FIFA. دافعت مانا إيوابوتشي عن ألوان المنتخب الياباني في البطولتين بعد أن تألقت أيضاً في كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة FIFA في نيوزيلندا 2008. وبعد سنتين، استعان مدرب اليابان نوريو ساساكي بموهبة اللاعبة القصيرة القامة (153 سنتم) في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة ألمانيا 2010 FIFA.
في تلك البطولة، أحرز المنتخب الألماني اللقب ليفتح عصراً جديداً مع ولادة نجمة جديدة هي أليكسندرا بوب. سجلت المهاجمة 10 أهداف في ست مباريات خلال تلك البطولة ولم يكن مفاجئاً ترقيتها الى المنتخب الأول. وبدأت مسيرة دزينيفر ماروزان بطريقة مماثلة بعد أن خاضت مباراتين نهائيتين متتاليتين في نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA عامي 2010 و2012. وخاضت ماروزان أول مباراة دولية لها في أكتوبر/تشرين الأول عام 2010 وباتت احدى اللاعبات الأساسيات في المنتخب بإشراف المدربة سيلفا نايد منذ تلك البطولة. لكن لسوء حظها حرمتها إصابة في ركبتها من المشاركة في كأس العالم للسيدات FIFA التي استضافتها بلادها عام 2011 قبل أن تقود منتخب بلادها إلى نصف النهائي في كندا 2015.
لاعبات يبلغن آفاقاً جديدة
تزامن تألق منتخب فرنسا خلال السنوات الأخيرة مع بروز لاعبتين هما ويندي رينارد ولويزا نيسيب وكلاهما ساهمتا في احتلال منتخب بلادهما المركز الرابع في كأس العالم للسيدات 2011 FIFA والألعاب الأولمبية عام 2012. وقد أشاد مدرب منتخب فرنسا السابق برونو بيني بنسيب بقوله في حديث سابق لموقع FIFA.com “لا توجد لاعبات كثيرات مثل لويزا. فهي تستطيع القيام بأشياء لا تجدها حتى في قاموس اللاعبات المثاليات. بكل بساطة، إنها فنانة.” وشاركت نيسيب للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة عام 2006 في روسيا.
وبعد سنتين برزت الى الأضواء زميلتها رينارد في نسخة تشيلي، ومنذ تلك البطولة وهي تمتع أنصار ناديها ومنتخب بلادها بعروضها الفنية الرائعة. وفي سبتمبر/أيلول من 2013، قام فيليب بيرجيرو الذي حل بدلاً من بيني بتعيين رينارد قلب الدفاع في المنتخب، قائدة لفريقها.
وفي كندا 2014، تألقت النيجيرية أسيسات أوشوالا بتتويجها بجائزة كرة adidas الذهبية لأفضل لاعبة وحذاء adidas الذهبي لأفضل هدّافة بعد تسجيلها سبعة أهداف قبل أن تشارك مع المنتخب النيجيري في كأس العالم للسيدات كندا 2015 FIFA التي شهدت أيضاً مشاركة الثنائي الألماني المتألق المكوّن من بولين بريمير وسارا دابريتز بعد عام واحد فقط على قيادة المنتخب الألماني الشاب للفوز بكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA.
هذه النظرة الى النجمات السابقة التي أنجبتهن كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA هي دليل واضح بأن هذه البطولة تنجح دائماً في تخريج بطلات جديدات. لا يمكن إلا أن نترقب من ستكون اللاعبة أو اللاعبات اللواتي سيبرزن بشكل لافت في بابوا نيوغينيا 2016.