كشوفات بنكية وتصريحات محسنين مغاربة تورط مول الكاسكيطة في قضايا جنائية
أحالت النيابة العامة لدى ابتدائية سطات، يوم الأربعاء الماضي ، الناشط في موقع التواصل الاجتماعي، الملقب بـ «مول الكاسكيطة»، على قاضي التحقيق، بعد أن وجهت له تهما بالنصب والابتزاز والتشهير بنشر صور مخلة بالحياء والتبليغ عن جريمة خيالية مع العلم بعدم وقوعها.
وتوبع المتهم إثر مجموعة من الشكايات، التي وجهت ضده، بعد أن كان له نزاع مع عشيقتين، إحداهما تقطن في سطات والأخرى في طنجة، قبل أن تكشف الأبحاث التي انطلقت منذ غشت الماضي، عن جرائم أخرى، أهمها جمع التبرعات، أو التماس الإحسان، من أجل إنقاذ حالات إنسانية، وهي التبرعات التي تبين أن «مول الكاسكيطة»، كان يصرفها لنفسه، كما أنه ورط والدته وعشيقته السطاتية، في جمعها واستخلاصها من وكالات تحويل الأموال، بعد إيهام المحسنين المستدرجين عبر فيسبوك ومواقع الأنترنيت، بأن المبالغ موجهة لفائدتهما بعلة الاحتياج لإجراء عملية بسبب مرض مستعص.
واستمعت مصالح الأمن بسطات إلى عدد من المحسنين، الذين أكدوا أنهم فعلا وجهوا مبالغ مالية عبر وكالات تحويل الأموال، بعد الاتصال بالرقم الهاتفي المنشور للغرض نفسه، والذين كان صاحبه يشير عليهم بتحويل المبلغ إلى الاسم الكامل لإحدى المذكورتين سلفا، وبعث الرقم السري على الرقم نفسه.
وارتفعت الشكايات بسبب كثرة المحسنين، كما أنجزت المصالح الأمنية أزيد من 26 محضر استماع، ناهيك عن خبرات تقنية على هواتف المتهم وهواتف عشيقتيه، إضافة إلى هواتف فتيات أخريات ونتائج انتدابات لدى شركات الاتصالات ومؤسسات تحويل الأموال، إذ أنجزت مصالح الشرطة القضائية أبحاثا علمية، كشفت تفاصيل مجمل الأفعال المنسوبة إلى المتهم، رغم محاولة تشبثه بالنفي والإنكار.
وتنازلت زوجة «مول الكاسكيطة» عن حقها في متابعته بالخيانة الزوجية، فيما تشبثت عشيقته الطنجاوية بحقها في المتابعة سيما أنها عرضها للتشهير بنشر صورها رفقته وهو يقبلها وأرفقها بتعليقات مشينة.
أما العشيقة السطاتية فكان المتهم يكتري لها شقة في المدينة، ويمارس معها الجنس، قبل أن يتعرف على الطنجاوية التي استدرجت عبر حالة إنسانية بثها المعني بالأمر عبر صفحته الفيسبوكية، لتتصل به وتبعث مبلغا مالية إشفاقا منها لحال المريضة المعنية بالنداء، قبل أن يستغل المتهم رقم هاتفها وتتكرر الاتصالات بينهما لتتوطد الصداقة بينهما ويلتقيان وتجمعهما علاقة حميمية سواء بأكادير حيث التقيا أول مرة أو في طنجة حيث تقطن، فاستغلها بعد أن علم أنها ميسورة وتدير محلا تجاريا، ليشرع في ابتزازها بتهديدها بنشر الفيديوهات والصور التي جمعتهما في غرفة النوم.
وظهرت فتاتان أخريان، على الساحة ليتفقن بينهن، باستثناء العشيقة الموجود في سطات، على استغلال وجوده في طنجة في غشت الماضي، وحالة السكر التي كان عليها، ليسجلنه بالصوت والصورة وهو يعترف بأفعاله، كما سلبنه هاتفين بهما الصور الخليعة ورمينهما في الماء لإتلاف محتوياتهما.
وانتظر المتهم عودته إلى سطات حيث أبلغ عن ما أسماه جريمة اختطاف تعرض لها بطنجة، كما أشار على والدته بإبلاغ الشرطة قبل وصوله سطات، إلا أن الأبحاث التقنية أكدت أن الجريمة مصطنعة وخيالية.
وجرى في السياق نفسه، الاستماع إلى صديق كان يرافقه في طنجة، نفى بدوره أن يكون المتهم تعرض للاختطاف، مفيدا أنه كان رفقته وطلب منه نقله إلى عنوان بطنجة، حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا وعاد إليه في السابعة صباحا، حيث وجده في خلاف مع صديقته الطنجاوية على متن سيارتها.
من جهة أخرى لم يجد المتهم ولا عشيقته السطاتية من طريقة لإبعاد تهم المصب على المحسنين عن طريق جمع التبرعات، كما يواجه باعتراف مسجل يقر فيه بأنه فعلا نصاب وكذاب ويجمع التبرعات لفائدته، وهو التسجيل الذي أدلت به العشيقة الطنجاوية.
وبعد الأبحاث تم تقديم ثلاثة متهمين، ويتعلق الأنر بـ «مول الكاسكيطة» وعشيقته السطاتية التي تورطت في جمع التبرعات بإيعاز منه، ومتهم آخر تورط في بعض الأعمال المساعدة في ارتكاب بعض الجرائم المنسوبة إلى المتهم الرئيسي.