كمال أشكيكة يكتب: عودي إلى بيت اليسار يا سيدتي
كمال اشكيكة
كل المؤشرات لديها كانت تسير نحو المفاجأة، وشرعت في تسويق هيئتها السياسية على أنها الخيار الثالث بين مستحيلين إثنين ، في ظل قطبية صنعتها الدولة وطبل لها الإعلام… أمنت بأولئك الذين غيروا صور بروفايلاتهم على الفيسبوك بصورة الرسالة… ناسية أو متناسية، بأن الفايسبوك لا يعدو كونه مجرد عالم افتراضي ، عدد كبير من نشطائه مقاطعون للانتخابات ويتحمسون في الحملات السياسية أقل بكثير من تعاطفهم مع النساء ضحايا المجتمع الذكوري
إدعت أنها الخيار الثالث، وأمنت بذلك. إيمانا منها أن ما تسميه النخبة قادر على حملها نحو البرلمان، وأن اللائحة الوطنية هي الطريق الأسهل نحو ذلك.. لم تكن تعلم أن النتيجة ستكون مقعدين لا ثالث لهما.
نبيلة منيب، المرأة الحالمة بمنصب رئاسة الحكومة وتسجيل إسمها كأول مغربية تنتزع رئاسة الحكومة من بين أيدي ذكور شاخوا في البرلمان .. ما أجمل الأحلام، وما أروع الطموح… لكن، اعلمي سيدتي لا تؤكل الكتف على هذا المنوال . وليس بتجزيئك لفئة الناخبين ستحققين أحلامك. ليس بإيديولوجية اليسار وحدها وبأفكار عتيقة ستقنعين الفئة الكبيرة من المصوتين. وليس لمطالبتك بملكية برلمانية سيصوتون عليك. فقاعدة المصوتين لا تعرف من يكون تشي جيفارا ولا تعلم شيئا عن أفكار ماركس ويتعذر عليها نطق كلمة لينين وماو تسي تونغ … هم في الحقيقة أناس عمليون يبحثون عن بصيص أمل لإيجاد فرص للعمل ، ومدارس مجانية للتعليم ، و مستشفيات للتطبيب السريع و طرقات تعبر المداشر و القرى… لا تهمهم طرق تنفيذ ذلك أكثر مما يهمهم تحقيقه .
سيدتي، عوض أن تصفين المصوتين لحزب معين بالمريدين.. ابحثي لك عن مريدين، وعودي إلى هيأتك السياسية، وحاولي أن ترممي ما بقي من شظايا اليسار المتناثرة، والتي ستزيدها هزيمتكم هذه تناثرا أكبر…
ضمدي جروح الخذلان، وابحثي عن وصفة جديدة توصلك إلى المراتب المتقدمة خلال السنوات الخمس القادمة، متمسكة بخطاب سياسي يفهمه العامة. قبل أن تعودي إلى بيت اليسار يا سيدتي