لقاء إقليمي يدعو لإرساء منظومة مغاربية متكاملة للقضاءعلى ظاهرة المنشطات الرياضية

دعا المشاركون في مؤتمر إقليمي حول مكافحة تعاطي المنشطات ، اليوم الجمعة بمراكش، إلى إرساء منظومة مغاربية متكاملة وناجعة من أجل القضاء على ظاهرة تناول المنشطات بالميدان الرياضي وخاصة في ظل ظرف انتقالي هام يتسم بدخول المدونة العالمية لمكافحة تعاطي المنشطات حيز التنفيذ في بداية شهر يناير 2015.

وأبرز المتدخلون ، في هذا المؤتمر المنظم من قبل المنظمة الجهوية لمكافحة تعاطي المنشطات إفريقيا المنطقة الأولى، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والوكالة العالمية لمكافحة تعاطي المنشطات ومنظمة اليونسكو، تحت شعار “تقديم الدعم لتطوير سياسات فعالة في مجال مكافحة المنشطات”، الحاجة الملحة إلى تعزيز وتطوير التشريعات المحلية بالبلدان المغاربية المرتبطة بمكافحة تعاطي المنشطات وفق إطار ينسجم مع المعايير العالمية المعتمدة في هذا المجال.

كما شددوا على ضرورة بلورة السبل الكفيلة لرفع التحديات التي تعترض الدول الأعضاء بالمنظمة الجهوية لمكافحة تعاطي المنشطات إفريقيا المنطقة الأولى (المغرب الجزائر تونس ليبيا موريتانيا) في مجال مكافحة تناول المنشطات، وكذا اتخاذ إجراءات ملائمة تفاديا لما تسببه هذه الآفة من انعكاسات وخيمة على حياة ومسار الرياضيين.

وقال وزير الشباب والرياضة السيد محمد أوزين، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المؤتمر يندرج في إطار الجهود التي تبذلها المنظمة الجهوية لمكافحة تعاطي المنشطات بتعاون مع شركائها من أجل إرساء الأسس الضرورية للتصدي لتعاطي المنشطات على مستوى بلدان المنظمة، ووضع الآليات الناجعة لمصاحبة وحماية المواهب الرياضية من مخاطر تعاطي المنشطات مما يسهم في تحسين المنظومة الرياضية بالمنطقة والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة ومسايرة التطور الذي يعرفه هذا المجال عبر العالم.

وأكد الوزير على أهمية تجنيد كافة الطاقات وطرق تدخلها وتعزيز الأدوار الهامة للمتدخلين في المجال الرياضي وما يرتبط بتعاطي المنشطات وذلك بالعمل على توفير الإمكانات الضرورية لدعم مجهودات العاملين والقائمين على المؤسسات التي تعنى بمجال مكافحة تعاطي المنشطات.

ودعا ، في ذات السياق، إلى تعزيز العمل التشاوري المشترك بين كافة الدول الأعضاء بالمنظمة وتسطير برنامج متكامل وبلورة استراتيجية فعالة في هذا المجال تماشيا مع الأهداف المسطرة من قبل هذه المنظمة الجهوية، وكذا تعزيز قنوات التواصل من أجل توفير مناخ سليم لممارسة الرياضة.

من جانبه، أكد وزير الشباب والرياضة التونسي السيد صابر بوعطي ، على أهمية تضافر جهود الدول المغاربية بغية تحديد الآليات الكفيلة بالتصدي لظاهرة تعاطي المنشطات في الميدان الرياضي وتحيين قوانينها بما يخول إرساء منظومة مغاربية تنسجم مع المعايير الدولية المتبعة في هذا المجال، وكذا اتخاذ التدابير اللازمة بما يتوافق مع الاتفاقية الدولية لمكافحة المنشطات في المجال الرياضي ضمانا لرياضة سليمة ونظيفة.

وأشار ، من جانب آخر، إلى أن بلاده كانت سباقة في مجال مكافحة المنشطات من خلال الشروع في عمليات مراقبة تعاطي المنشطات منذ التسعينيات من القرن الماضي مع حرصها على تكوين إطارات كفأة في هذا المجال، فضلا عن كونها أول بلد عربي يرسي منظومة قانونية لمكافحة تعاطي المنشطات، ووكالة مختصة في هذا المجال منذ 2008 ، وكذا أول بلد عربي وثاني على مستوى القارة الإفريقية يحدث مختبرا للتحاليل البيولوجية لاستكشاف المنشطات.