لكل هده الأسباب يجب إعادة النظر في منح رخصة الثقة لسائقي الطاكسيات بمراكش
كريم البوعناني
بعد تجاذب أطراف الحديث مع زملائي سائقي سيارات الأجرة الكبيرة منها والصغيرة، ترسبت لدي قناعات واستنتاجات يمكن إجمالها في النقط التالية:
1/ أغلبية السائقين لا يعرفون معنى بطاقة “سائق مهني” وحمولتها، حيث تغيب روح المسؤولية عند البعض منهم وتجدهم في الطرقات يعطون أمثلة سيئة في السياقة من تجاوز السيارات عند الخط المتصل إلى السرعة المفرطة إلى عدم إحترام علامات التشوير… مما سيؤدي حتما إلى حوادث سير مميتة، وأما ما يحدث داخل “الطاكسي” فحدث ولا حرج، فأغلبية السيارات المستعملة لهذه المهمة تكون من جيل الثمانينات وحالتها الميكانيكية لا تسر الناظرين، ورائحة الكازوال، ناهيك عن غياب شروط النظافة والروائح الكريهة وما يزيد المتعة نكهة، أغاني “سوقية” تخاطب الجانب الحيواني في الإنسان وتتضمن كلمات ساقطة يستحيي الإنسان أن يسمعها مع من يحترم.
2/ أما سائقو سيارات الأجرة الصغيرة فأغلبهم ابتكروا طريقة تسمى “فين غادي؟”
وهذه من الأشياء التي ينفرد بها المغرب في العالم، فلم يسبق لي أن سمعت أن سائق سيارة الأجرة يحدد الوجهة التي سيذهب إليها قبل أن يركب الزبون. وتكثر هذه الظاهرة أمام محطات القطار والحافلات.
ما يجب أن يعرفه السائقون المهنيون هو أنهم عندما قرروا أن يجعلوا سياراتهم “طاكسيات” فهي بشكل معنوي لم تعد ملكا لهم بل للزبناء فيجب أن يكون السائق أنيقا ونظيفا ولبقا ولا يدخن في السيارة ويحترم أذواق الزبناء فيما يرغبون في سماعه، وأن يكون أمينا على العداد ولا يطيل الطريق من أجل ربح دراهم أكثر.
إن سائق الطاكسي هو الواجهة التي تستقبل أي وافد على الوطن فإما أن يحب المغرب وإما أن يجمع حقائبه بلا عودة.
وأخيرا لا يفوتني أن أتوجه إلى وزير النقل والتجهيز بأن يخلق دورات تكوينية للسائقين المهنين ولو ساعتين في الأسبوع يوم الأحد فأغلبيتهم لا يعرفون حقوقهم وواجباتهم اتجاه هذه المهنة. وهمهم الوحيد “الروسيطة”.
بقلم كريم البوعناني