لماذا نشعر بالحكّة وماذا يعني استمرارها؟!
تطرّق موقع “ساينس أليرت” في تقرير إلى الأسباب العلمية التي تدفع الإنسان للشعور بالحكّة على مستوى بشرته من دون وجود داعٍ لذلك. وتعدّ هذه الحكة طبيعية إذا ما كانت موقّتة، لكن في حال استمرارها، قد تكون دليلاً على وجود خلل على مستوى وظائف الجسم.
وقال الموقع، إنّ العلماء ما زالوا غير ملمّين تماماً بالدوافع وراء هذا الشعور الغريب بالحكة. فقد ذهب البعض للاعتقاد بأنّ هذه الطريقة طورها الجسم لحماية البشرة من الطفيليات وتراكم الخلايا الميتة. والجدير بالذكر أنّ جلد الإنسان الذي يعد في اتصال مباشر مع العالم الخارجي يمثل خط الدفاع الأول لحماية أعضائنا الداخلية، التي تعدّ في منأى عن أي خطر خارجي. لذلك، من المنطقي أنّ الجلد قد قام بتطوير بعض الطرق الفريدة للمحافظة على مناعة وظائف الجسم.
وكشف الموقع أنّ العلماء كانوا يعتقدون في السابق أن الحكة تعد إشارة يرسلها الجسم للتعبير عن شعور خفيف بالألم. ففي الواقع، تعتمد البشرة على استخدام مستقبلات لتنقل الرسائل الكيميائية والكهربائية إلى أعلى العمود الفقري وإلى الدماغ، لإخباره بوجود ألم. وتتمتع الحكة بدائرة عمل خاصة بها تتضمن مواد كيميائية وخلايا محددة.
وبيّن الموقع أنّ لدينا استجابات مختلفة للألم، إلا أننا نتشارك جميعاً في استجابة أجسادنا للشعور بالحكة. إضافة إلى ذلك، تتسم الإصابة بخدوش بفوائد، نظراً لأنّها تبعث بإشارة للجسم لتنبهه بوجود ألم منخفض المستوى، الذي يرسلها بدوره للدماغ، ومن ثم يتجاوب الجسم مع هذه الإشارة ليمنحنا شعورا بالراحة. وفي الغالب، يمنحنا قرص أو صفع المنطقة التي نرغب في حكها شعورا جيدا. في المقابل، تعمل بعض المواد الكيميائية على التخفيف من شعورنا بالألم، على غرار السيروتونين، إلا أنها يمكن أن تجعل من السهل إعادة إثارة إشارة الحكة. ومن هنا ندخل في حلقة مفرغة في سلسلة يطلق عليها العلماء اسم “حكة الخدش”.
وأضاف الموقع أنّ تلف الأعصاب المساهمة في عمل تلك الدورة قد يؤدي إلى الشعور بحكة من دون أي داع، وهو شعور لا يمكن السيطرة عليه. وفي حال حدوث هذا الأمر، يوجد مؤشر على تولد اضطرابات، تُعرف باضطرابات الحكة. وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك الكثير من الأسباب وراء حدوث هذه الحكة، وفي بعض الأحيان لا يتوصل الباحثون لمعرفة السبب الحقيقي لهذا الشعور الغريب. فقد يكون نتيجة للإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل حكة الهربس، التي يمكن أن تنتج عن الإصابة بالهربس النطاقي.
وتابع الموقع بأنّ هناك أيضاً حالات مثل الحكة العضدية، التي يسببها عصب متصل في الرقبة، والحكة الشرية المائية، وهي حكة تنتج عند الاتصال بالماء. وقد وقع ربط بعض حالات الشعور بالحكة بالإصابة بحالة نادرة، حين يحتوي الجسم على الكثير من خلايا الدم الحمراء.
وأورد الموقع أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات مجهولة الأسباب، عادة ما يخالجهم شعور بالإحباط والانزعاج. فعلى سبيل المثال، أصيبت امرأة بمرض الهربس النطاقي، الأمر الذي جعلها تحك فروة رأسها إلى أن وصل بها الأمر لإحداث خدوش “غير مؤلمة” مباشرة في جمجمتها، ومن ثم في دماغها. ولسائل أن يسأل: كيف يمكننا التخفيف من الشعور بالحكة؟ يتمثل الخبر السار في أن هناك العديد من العلاجات التي يمكنك تجربتها.
ونوّه الموقع إلى أنّ العلماء لا يزالون يدرسون طريقة استجابة أجسامنا لهذا الشعور الغريب والفريد من نوعه. لذلك، يمكننا القول إنه، في المستقبل، يوجد احتمال كبير أن نتمكن من إيقاف الحكة التي لا يمكننا السيطرة عليها.