لمياء شاكري .. شخصية بارزة في المعركة ضد كوفيد-19
(محمد كورسي)
و م ع مراكش –
تعد المديرة الجهوية للصحة بمراكش آسفي، السيدة لمياء شاكري، أحد الوجوه البارزة والمحورية في المعركة المستميتة أمام جائحة (كوفيد-19) بالجهة.
منصبها كوصية على القطاع الصحي بالجهة، والمسؤوليات الجسام والحساسة الملقاة على عاتقها إبان فترة الأزمة الصحية على الصعيدين الجهوي والمحلي، جعلت من السيدة شاكري من النساء “البطلات” المنخرطات في الصفوف الأولى لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
وباعتبارها مصدر فخر على رأس الأطر الطبية وشبه الطبية التي أبانت عن تفان راسخ في ظل هذه الظرفية الاستثنائية، عززت السيدة شاكري من صورة والتزام أصحاب “الوزرة البيضاء” في خدمة المواطنين، لتصبح أحد الوجوه المعروفة في واحدة من جهات المملكة المتضررة جراء جائحة كورونا.
وخلال هذه الفترة الحساسة، اضطلعت المسؤولة الجهوية، بحكم مهامها ومنصبها، بالتدبير المباشر للشأن الطبي والصحي على الصعيد الجهوي، وكذا الإشراف وتأطير وقيادة كل المبادرات المبذولة في إطار المعركة ضد كوفيد-19.
ويتعلق الأمر أساسا، باستقبال المرضى وتدبير بروتوكولات الكشف، وتوسيع قدرات استقبال والتكفل الطبي للحالات المصابة بالمؤسسات الاستشفائية بالجهة.
وفي عملها، تبدو السيدة شاكري “براغماتية ومنهجية” ومن الصنف الذي يتحدث بشفافية وطمأنينة في آن واحد، مع الحفاظ على الابتسامة لتعبئة وتحفيز فرقها والرفع من معنوياتهم خلال هذه الفترة المتسمة بضغوط كبيرة، قصد تجاوز العقبات والمشاكل.
ومنذ بروز أول حالة إصابة بالفيروس على مستوى جهة مراكش آسفي، لم يفقد عمل المسؤولة الجهوية اليومي وهجه محافظة على تفانيها ونكران الذات، ذلك أن السيدة شاكري توظف مواردها الذاتية من أجل أداء مهمتها النبيلة بشكل كامل، لأن الأمن الصحي لسكان الجهة، يمثل بالنسبة لها، أولوية قصوى في هذه الفترة.
متسلحة بتجربة طويلة وغنية تمتد لحوالي عشرين سنة، وكذا الدبلومات والمسارات الأكاديمية، تجسد هذه الأربعينية بشكل بارز، المثال الحي للفعل النسائي على الأرض بامتياز والمنخرط في الاضطلاع بالمهام المنوطة على أكمل وجه رغم المشاكل والعقبات.
وتشغل السيدة شاكري، المزدادة من مدينة الجديدة، منصب المديرة الجهوية للصحة بمراكش آسفي منذ سنة 2018. وبعد حصولها على دبلوم في الطب العام (كلية الطب بسوسة في تونس) والتدبير في الصحة العمومية، بدأت السيدة شاكري مسيرتها في 2002 بالمكتب الجماعي للصحة بشيشاوة (2002-2006)، قبل أن تشتغل بمركز صحي بإقليم تزنيت.
وبين سنة 2012 و2016، تقلدت المسؤولة الجهوية منصب المندوب الإقليمي للصحة بتزنيت، قبل أن تشغل نفس المنصب على صعيد عمالة مراكش، إلى حين تعيينها على رأس المديرية الجهوية للصحة بمراكش آسفي سنة 2018.
وقالت السيدة شاكري “إنه لشرف كبير بصفتي مسؤولة أن أشتغل خلال فترة الجائحة على تدبير الأزمة الصحية الاستثنائية في جهة هامة، عرفت وضعيات صعبة جدا بسبب تضررها جراء حالات الإصابة الإيجابية بالوباء”.
وتابعت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه سنة بعد اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس لدى مواطن فرنسي وزوجته في 9 مارس 2020 على صعيد الجهة، كانت هناك تعبئة وعمل لمواجهة هذه الجائحة، متوقفة عند أبرز المعطيات والأرقام المتصلة بالتدبير الناجح لهذه الأزمة الصحية.
وتطرقت، من جهة أخرى، إلى التحضيرات المواكبة لحملة التلقيح التي تطلبت تعبئة وسائل لوجستيكية وموارد بشرية مهمة، موضحة أنه إلى جانب استقبال الفئات المستهدفة في المحطات المهيأة لهذا الغرض، شرعت الفرق الطبية وشبه الطبية، منذ أسبوع، في التنقل لتلقيح الأشخاص المعرضين للإصابة والتي تفوق أعمارهم 85 سنة (التلقيح بالمنزل)، وذلك بتنسيق مع السلطات.
ونوهت السيدة شاكري بهذا النجاح في تدبير هذه الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19، والتي يعود الفضل فيها لمجموع مهنيي الصحة والمصالح الخارجية المختصة، التي كانت في المقدمة بشكل يومي، في المعركة لمواجهة الوباء بتراب الجهة.
وأكدت أنه رغم المعاناة والتضحيات المبذولة بشكل يومي كامرأة في تدبير مجال يتطلب تعبئة دائمة واستعداد بالنهار والليل، “كنت أجد نفسي مجبرة على المحافظة على الابتسامة، حتى يتجاوز مهنيو الصحة كافة العقبات والمشاكل التي تعترضهم”.
من جهة أخرى، لم تفوت السيدة شاكري الفرصة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، للإشادة بـ”المناضلات” و”أعمدة” القطاع ومهنيات الصحة اللواتي تستحقن “التكريم والاحتفاء” نظير العمل الدؤوب المبذول والجهد الكبير خلال هذه الفترة الاستثنائية.
وفي ختام حديثها، نعت السيدة شاكري روح مختلف الضحايا، لاسيما نساء الصحة والنساء اللواتي فقدن حياتهن على الصعيد العالمي والوطني والجهوي والمحلي، نتيجة لإصابتهن بفيروس كوفيد-19.