مؤتمر ومعرض دولي لصناعة الاسمنت بمراكش
الكاتب:
و م ع مراكش 24
أكد المشاركون في المؤتمر والمعرض العربي الدولي الـ19 لصناعة الإسمنت ، اليوم الثلاثاء بمراكش، أن صناعة الاسمنت بالعالم العربي حققت تقدما هاما حيث بلغت الطاقة الانتاجية من هذه المادة الحيوية في مجال البناء إلى ما يقارب 270 مليون طن سنويا.
وأبرز المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم على مدى ثلاثة أيام، من قبل الاتحاد العربي للإسمنت ومواد البناء بتعاون مع جامعة الدول العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية وشركات الإسمنت بالمغرب، تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أن بلدان العالم العربي تملك من الإمكانيات الذاتية ما يسمح لها بإنتاج حاجياتها من الإسمنت، كما أن الشركات العاملة في هذا المجال تطمح إلى الرفع من طاقتها الانتاجية إلى 290 مليون طن سنويا.
وأضافوا أن تطورات صناعة الاسمنت بالوطن العربي في السنوات القليلة الماضية أصبحت من الدعامات الاساسية في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية الشاملة. وأبرز نائب رئيس الاتحاد العربي للإسمنت ومواد البناء السيد حسن راتب، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن صناعة الاسمنت تكتسي أهمية كبيرة باعتبارها تشكل عنصرا متحكما في حركة البناء، مشيرا إلى أن هذه الصناعة بالعالم العربي تواجه تحديات عدة تتعلق بالأساس بارتفاع تكلفة الشحن وما يتطلبه ذلك من استثمارات كبيرة في هذا الميدان، إلى جانب تحدي مرتبط بالحفاظ على سلامة البيئة ونظافتها أثناء عميات الانتاج.
وأضاف أن دول الوطن العربي لها من الإمكانات ما يخول لها إنتاج نسبة كبيرة من حاجياتها من هذه المادة، مشيرا من جهة أخرى، إلى أن المؤتمر يأتي في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك في الميدان الاقتصادي.
من جانبه، سجل ممثل جامعة الدول العربية السيد وليد العربي، أن قطاع الاسمنت بالمنطقة العربية عرف تطورا مهما خلال السنوات الماضية يعكسه ارتفاع عدد مصانع الاسمنت ب18 دولة عربية خلال العقد الأخير إلى 168 شركة، مما ساهم في ارتفاع حجم الانتاج العربي من الاسمنت سنة 2012 إلى حوالي 214 مليون طن، مبرزا الدور الفعال الذي يلعبه هذا القطاع في خلق فرص الشغل وتنويع مصادر الدخل.
وبالمقابل، دعا شركات صناعة الإسمنت إلى إقامة تنظيم مؤسسي مستقل لإدارة البيئة من أجل دفع هذا القطاع إلى تحسين كفاءاته وتوفير الإدارة الفعالة لبرامج تحديث العمليات الصناعية، وذلك بغية تحقيق أهداف الإنتاج النظيف الذي يسهم في الحفاظ على البيئة.
بدوره، أبرز ممثل المغرب داخل الاتحاد العربي للإسمنت ومواد البناء السيد إبراهيم العراقي، الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا المؤتمر الذي يعرف مشاركة أزيد من 600 مندوب يمثلون شركات ومعاهد متخصصة في قطاع الإسمنت وخبراء من دول عربية وأجنبية.
وأضاف أن هذه التظاهرة ، التي تنظم للمرة الثالثة بالمغرب، تشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال واطلاع شركات الإسمنت بالعالم العربي على آخر التطورات والمستجدات التي تعرفها هذه الصناعة عبر العالم.
ويتضمن جدول أعمال هذا المؤتمر ست جلسات تتناول مواضيع تتعلق بالأساس، ب”التطورات التكنولوجية الحديثة في صناعة الإسمنت” و”التنمية المستدامة في صناعة الإسمنت” و”ضبط وتأكيد الجودة” و”حلول مرنة للاستلام والتخزين في مصانع الإسمنت”.
كما يناقش المشاركون محاور أخرى تهم “عمليات النقل المتطورة : تقنيات التعبئة والتحميل” و”تحسين أداء التغليف بالأكياس نحو الأفضل” و”الاستخدام الناجح لأنواع الوقود البديلة : تقنيات حديثة” و”مشاريع استخدام الوقودات البديلة في الدول العربية” و”الاتجاهات في تعبئة الإسمنت في الوطن العربي”.
أما بخصوص المعرض والمقام على مساحة 1020 متر مربع، فيعرف مشاركة 126 عارضا موزعين على 138 رواقا يمثلون 22 دولة عربية و103 جهة عالمية متخصصة في صناعة الإسمنت ومستلزمات إنتاجه وتكنولوجيا حماية البيئة. يشار إلى أن الاتحاد العربي للإسمنت ومواد البناء، الذي تأسس سنة 1977، يعد هيئة عربية دولية منبثقة عن مجلس الوحدة الاقتصادية العربية يهدف بالأساس إلى تنمية وتدعيم الروابط الفنية والصناعية والتجارية وتنسيق النشاط الصناعي بين أعضائه في مجال صناعة الإسمنت ومواد البناء، وكذا المساهمة في اقتراح الأسس العامة لتنمية وتطوير هذه الصناعات في الدول العربية والإسهام في تحقيق التكامل الاقتصادي والتقني بين الأقطار العربية.