مؤرخ المملكة يكشف لحظات مثيرة يوم ولادة محمد السادس
سرد مؤرخ المملكة عبد الوهاب بمنصور تفاصيل دقيقة عن لحظة ولادة الملك محمد السادس في 21 غشت عام 1963.
وقال مؤرخ المملكة المغربية في حوار خَص به جريدة “الشرق الأوسط”، لحظة ميلاد ولي العهد مولاي الحسن، أنه كان مع جماعة من رفقاء الملك ومقربيه بدار الشرفاء داخل القصر الملكي، حيث توجد القاعة التي تتم فيها عملية التوليد. وحوالي الساعة الحادية عشرة سمع الحسن الثاني يصيح من الممر الفاصل بين دار الشرفاء وقاعة عملية التوليد: «ابن منصور اجر، اجر، اجر، انه ولد» ثم خرج الى الحاضرين وجبينه يتصبب عرقا، والبشر باد على محياه.
و قال بنمنصور أنه جرى الى مقر وزارة الداخلية امتثالا للأمر الملكي. وهناك دخل على وزير الداخلية أحمد الحمياني في مكتبه وزف له البشرى بميلاد ولي العهد، فاستبشر وفرح، وتولى كتابة «التلكس» الموجه إلى العمال (الولاة) يخبرهم بالحدث السعيد، ويأمرهم بتنفيذ التعليمات التي سبق ان كتب لهم بها. وعندما كانت المدافع تطلق كان وزير الأنباء (الاعلام) يذيع نص البيان الصادر عن القصر الملكي في الموضوع.
و اضاف بنمنصور انه بعد اسبوع «حل يوم العقيقة الذي دعي لشهوده داخل القصر الأمراء والوزراء والأصدقاء. كما نصبت خيام كثيرة خارج اسوار مشور تواركة كان يتوافد عليها الناس من مختلف الطبقات مهنئين، فيشربون ويطعمون وينصرفون مبتهجين. أما ليل يوم العقيقة فقد شهد بالقصر سهرة استمرت الى منتصف الليل، تميزت بلبس الملك الحسن الثاني وضيوفه، مدنيين وعسكريين، ملابس سكان جبال الأطلس المتوسط.
و اختتم هذه الذكريات بالقول «وامعانا في شكر الله على ما من وهب، وجريا على عادات ملوك المغرب السابقين في مثل هذه المناسبة أمر جلالته بقراءة سلك من القرآن في مختلف مدن المغرب وقراه، ووزع صدقات كثيرة على الفقراء والمساكين، كما عفا عن عدد من المساجين، وكان ممن شملهم عفوه الكريم جماعة من أعيان احدى قبائل الأطلس المتوسط ادانتهم محكمة خاصة في قضية سياسية.