مادهوري تضيء سماء مراكش بألوان السينما الهندية في ليلة تكريمها
الكاتب:
إسماعيل عزام
رغم أنها توقفت لسنوات طويلة عن التمثيل، وعادت بعد ذلك بأدوار بعيدة عن أدوار البطلة الشابة التي تعيش قصة حب جارفة مع من يقاسمها البطولة، غير أن مادهوري ديكسيت، الممثلة الهندية الشهيرة، بقيت عند المغاربة نموذجًا لتلك الشابة الخجولة والراقصة الماهرة التي خطفت قلب راهول (شاروخان) في فيلم “ديل تو باغال هي”، ممّا جعلها ضيفة فوق العادة في مدينة مراكش.
مادهوري ديكسيت التي كرّمتها اليوم السبت إدارة مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته الخامسة عشر، خلقت لوحدها فضاءً هنديًا بامتياز في عمق المغرب، إذ شكّل لباسها المتكوّن من الساري الهندي، ورقصاتها على إحدى أغاني أفلامها، وكلماتها باللغة الهندية التي شكرت بها جمهور مراكش، ولقطات أفلامها التي وطنت لأهم أدوارها، فرصة للكثير من الحاضرين في هذه الدورة للتعرّف على بولييود، التي تعدّ أضخم سوق سينمائي في العالم.
وبدأ الاحتفاء بمادهوري في فضاء قصر المؤتمرات، حيث تعرف جمهور القاعة على مجموعة من أفلامها التي بدأت منذ أوساط الثمانينات، ومنها فيلم “رام لاخان” عام 1989، و”ديل” عام 1990، و”هام أبكي هي كون” عام 1994، و”ديل تو باغال هي” عام 1997، و”بوكار” عام 2000، و”ديفداس” عام 2002، و”أجا ناشلي” عام 2013، إلى غاية آخر أفلامها “غولاب غانغ” عام 2014، وبعدها تسلّمت درع التكريم.
وفور انتهاء حفل التكريم، انتقلت مادهوري إلى ساحة جامع الفنا، أشهر الساحات في المغرب وفي مراكش، حيث كانت ينتظرها جمع غفير من المتفرجين يصل إلى بضعة آلاف. ورغم أن مشاهدة مادهوري استلزمت الوقوف وانتظار مدة من الوقت، إلّا أن حضور نجمة هندية من هذا المصاف، جعل الجمهور يرقص طربًا مع مجموعة من الأغاني الهندية التي سبقت وصول مادهوري، بل إنه كان يرّدد كلمات هذه الأغاني، كما لو أنها أجزاء من الأهازيج الشعبية المعروفة في المغرب.
مادهوري التي لم تخف سرورها بأن تتعرّف على بلد، رغم بعده بأميال عن جغرافيا وثقافة الهند، يعشق جزء كبير من شعبه الأفلام الهندية، أكدت أن السينما تلعب هذا الدور في الربط بين ثقافات متعددة حتى مع تمايزها، وأن الفن السابع كثيرًا ما يلعب أدوارًا طلائعية في التواصل بين الشعوب، لكن ذلك لم يمنعها من التعبير عن تفاجئها بأن تكون لبولييود كل هذا العشق في بلد قليلًا ما فكّر صناع السينما في الهند أن يستفيدوا من أجوائه لتصوير أفلامهم.
تعرّف المغاربة على مادهوري في أفلام كثيرة، لكن أدوارها في فيلم “ديل تو باغال هي” لياش شوبرا، وفي “ديفداس” لسانجاي ليلا بهانسالي، و”كويلا” لراكيش روشان تبقى هي الأشهر. وربما أن كلمة السر في هذا التعرّف، هي الممثل شاروخان الذي شاركها أدوار البطولة في الأعمال الثلاثة (إلى جانب عملين آخرين)، وهو الممثل المعروف في المغرب منذ سنوات التسعينيات إلى الآن. ويمكن القول إن مادهوري، إلى جانب كاجول، تعدّان أشهر الممثلات الهنديات اللائي حقق معهن شاروخان نجاحًَا منقطع النظير.
وربما أن الطابع المحافظ لمادهوري، وتشخيصها لأدوار تنبع من معيش المرأة الهندية، جعلها من أكبر نجمات بولييود قربًا للمشاهد المغربي، حتى وهي تتوقف عن التمثيل بين عامي 2002 و2014، إلّا من دورين اثنين، واحد أساسي عام 2007 والثاني ثانوي عام 2013، ففي المغرب، يتذكر جمهور السينما النجوم بأهم أعمالهم، وكثيرًا ما أطلقوا على أبطال بولييود ألقابًا تعود إلى أدوارهم، فميثون شاركوبوتي لا يزال يلقب بديسكو نسبة إلى فيلمه “ديسكو دانسر” الصادر عام 1982، وأميتاب باتشان لا يزال يلقب في الأوساط الشعبية بالشاعر نسبة إلى دوره في فيلم قديم يعود إلى السبعينيات.