مراكش- التأكيد على ضرورة تضافر الجهود للرقي بالمجال البيئي
و م ع مراكش –
أكد المشاركون في الندوة، التي نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب فرع مراكش، أمس الثلاثاء بالمدينة الحمراء، حول موضوع “أي استراتيجية محلية وجهوية لكسب رهان نجاح منعطف ارساء النقل المستدام”، ضرورة تضافر جهود كل المتدخلين للمحافظة على الموارد الطبيعية والرقي بالمجال البيئي بالجهة.
وأوضحوا خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار أيام التواصل والحوار الترابي حول التنقل المستدام من أجل مدينة عادلة وقابلة للعيش أسبوع النقل والتنقل التي تنظمها الجمعية مابين 5 و10 يونيو الجاري بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة (5 يونيو من كل عام)، أن النقل والتنقل يعتبر العامل الأساسي في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المساهم في تلوث البيئة وأثره السلبي على صحة المواطنين.
وفي هذا الصدد، أبرز المدير الجهوي للبيئة السيد نور الدين برين، بهذه المناسبة، المجهودات المبذولة للتخفيف من وطأة تلوث الهواء وانعكاساته سواء على صحة المواطنين أو البيئة بشكل عام، مشيرا إلى ضرورة العمل على تطوير نماذج للتمويل المبتكر لمواكبة الرؤية الاستراتيجية لمدينة مراكش وللجهة في مجال حركية التنقل، بالاضافة إلى تحسين المحاور المشتركة بين السياسة الحضرية وسياسات التنقل من أجل استباقية جيدة لتلبية حاجيات حركية النقل.
وبعد أن أبرز أن اللقاء يعكس مدى التعاون والتفاعل بين المديرية وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ومدى دينامية هذه الأخيرة في حماية البيئة والابتكار التي من شأنها المساهمة في تحسين جودة البيئة، شدد السيد نور الدين برين، على أهمية تنمية المناطق التي تتميز بضعف الانبعاثات ذات الصلة بثاني أوكسيد الكربون من بينها المدينة القديمة لمراكش، علاوة على النهوض بالتكنولوجيا النظيفة.
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب السيد محمد العربي سعد، أن موضوع هذا اللقاء أصبح ضرورة ملحة لإرساء حركية للنقل الحضري مستدامة وذكية، وهو ما أبرزته بشكل كبير الدراسات الأممية الأخيرة حول أهمية النقل والتنقل الحضري في التنمية المستدامة في المستقبل.
وأوضح أن الحق في بيئة سليمة يعتبر ذي أهمية كبيرة حسب المواثيق الدولية، وأيضا حق وطني يكفله دستور 2011، أي للمواطن الحق في أن يعيش في بيئة سليمة ونظيفة، مشيرا إلى أن الجمعية تسعى إلى فتح حوار شامل ومتعدد المقاربات حول هذا الموضوع للوقوف على مختلف المفاهيم والمقاربات والمبادئ والإجراءات التدبيرية لمختلف الشركاء من أجل بلورة مجموعة من التوصيات المهمة بالنسبة للمدبرين سواء على مستوى القطاعات الحكومية او المجالس المنتخبة، كما ستكون مساهمة في اطار النقاش الدائر حول تنزيل مختلف التدابير للنموذج التنموي الجديد وخصوصا محاولة على مستوى جهة مراكش آسفي للمشاركة في آلية من أهمية الآليات الأساسية التي جاء بها هذا النموذج وهي آلية بلورة ميثاق وطني للتنمية.
وركزت باقي التدخلات على أهمية هذا الموضوع الذي يرتبط بشكل كبير بجودة الهواء خصوصا بمدينة مراكش التي تسعى إلى احتلال المراتب الأولى في الجانب المتعلق بجاذبيتها وتعزيز اشعاعها على الصعيد الدولي.
ودعا المشاركون إلى التفكير في أفضل السبل لوضع وتدبير نمط للنقل والتنقل يكون أقل تلويثا للبيئة، وكذا وضع تصور للنقل الحضري كفيلة بتنظيم حركية النقل والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، يساهم في التطور الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة.
وذكروا أن هذا اللقاء يندرج في سياق الحوار الوطني حول مراجعة النموذج التنموي وبناء خيارات بديلة لتسريع وتيرة التنمية والرفع من مؤشراتها، وفي إطار إعداد تصميم جهوي لإعداد التراب الذي سيكون وثيقة مرجعية وأساسية ومحددة لخيارات التنمية على الصعيد الجهة.
يذكر أن هذه الأيام للتواصل والحوار الترابي ستتميز بتنظيم ورشة للرسم حول مواضيع ذات الصلة بالنقل المستدام، وأخرى للتحسيس بعدد من المؤسسات التعليمية من أجل ابراز أهمية استعمال الدراجات الهوائية كوسيلة للتنقل ، بالاضافة الى تنظيم جولة عبر الدراجات الهوائية في زيارة استطلاعية لواحة النخيل بمراكش.