مراكش..التعليم العالي مدعو إلى أن يشكل فضاء للتربية على الحوار
أكد المشاركون في ندوة دولية، أول أمس الجمعة بمراكش، أن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مدعو إلى أن يشكل فضاء للتربية على الحوار البناء والابداع والتفكير النقدي. وأضافوا خلال هذه الندوة ذات البعد الافريقي والمغاربي والعربي المقامة من قبل المنظمة الديمقراطية للتعليم حول موضوع ” التعليم العمومي .. التحديات والرهانات”، أن هذا القطاع مطالب أيضا بأن يكون مشتلا وخزانا للتربية على المواطنة والقيم، وكذا مجالا للتعاون بين الجامعات الدولية وفضاء متميزا لتوفير الدراسات والخبرة المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تقوم على أسس السلم وحقوق الانسان والديمقراطية والتكافؤ والعيش الكريم.
وشدد المتدخلون، في هذا السياق، على أن التعليم في العصر الحديث يشكل أحد مرتكزات الأمن القومي فبناء عليه يتحدد مستوى الدول ومكانتها بين الأمم، معتبرين أنه لا يستقيم الحديث عن أي تنمية أو تقدم ما لم تكن مسألة التعليم مدرجة في صلب المشروع التنموي الحداثي الديمقراطي.
من جهة أخرى، أعرب المشاركون في هذه الندوة، المنعقدة عشية المؤتمر الوطني الثاني للمنظمة الديمقراطية للتعليم، عن أسفهم للتراجع المسجل على مستوى التعليم بالمدارس العمومية، مشيرين إلى الرهانات والتحديات التي تواجهها المنظومة التعليمية بالمملكة، خاصة وأن التعليم يشكل قاطرة لتحقيق التنمية المنشودة.
واعتبروا، في هذا الصدد، أنه من الملح التعامل بنوع من الذكاء الايجابي والقناعات الراسخة للرفع من جودة التعليم وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص، لافتين الانتباه إلى أن هناك تحديات ورهانات وصعوبات ومعوقات وأهداف متشابهة ومشتركة بين البلدان الافريقية والعربية والمتوسطية، مما يتطلب فتح نقاش مشترك وتبادل الآراء والعمل سويا لانتاج وتقديم خطاب انساني جديد.
كما ذكروا بالإعلان الصادر عن المنتدى العالمي للتعليم الذي انعقد في شهر ماي 2015 بكوريا الجنوبية، والذي يشجع البلدان على ارساء تعليم شامل ومنصف، فضلا عن تأكيده على ضمان الحق في التعليم للجميع.
وتناول المشاركون في هذه الندوة، التي حضر أشغالها عدد من ممثلي نقابات التعليم بكل من الجزائر وتونس والأردن وفلسطين، مواضيع همت على الخصوص، “العليم والجهوية” و”المشروع الرقمي في المدرسة المغربية .. الواقع والتحديات” و” القراءة النقدية للرؤية الاستراتيجية 2015/ 2030″، و”التعليم العربي والتجارب المقارنة” و”المدرسة المغاربية وبناء المشروع” و”دور المدرسة في زرع قيم المواطنة والتحديث” و”المدرسة العمومية في افريقيا- جنوب الصحراء”.