مراكش .. الدعوة إلى النهوض بالتربية على المواطنة العالمية المرتكزة على القيم الكونية

دعا المشاركون في الملتقى الدولي الثاني للتربية على المواطنة الديمقراطية، اليوم الخميس بمراكش، إلى النهوض بالتربية على المواطنة العالمية المرتكزة على القيم الكونية التي من بينها احترام الآخر والتسامح. وقال المسؤول عن مركز التوثيق والتنشيط والإنتاج البيداغوجي ومسؤول العلاقات الدولية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش تانسيفت الحوز، يوسف نايت بلعيد، “إن الانفتاح على القيم العالمية لا يعد ترفا وإنما ضرورة، كما أن القرن ال21 يعتبر عهد التربية على المواطنة العالمية بامتياز”. وأضاف، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “دور الشباب في تعزيز التربية على المواطنة العالمية .. التحديات والفرص”، أن الأجيال الصاعدة مدعوة إلى الانفتاح أكثر على القيم الإنسانية والعالميةّ، مشيرا إلى أن مناهج وبرامج التربية الوطنية تتضمن هذه الأبعاد والقيم الكونية وتحث على احترامها. من جانبه، قال رئيس المركز المغربي للتربية المدنية، العربي عماد، إن تنظيم هذا الملتقى يرمي إلى تبادل التجارب والخبرات بين الفاعلين التربويين المحليين والدوليين من أجل تعميق الوعي بمنهجيات التربية على المواطنة الديمقراطية والارتقاء بكفايات المتعلمين المدنية من خلال تمكينهم من امتلاك الآليات الكفيلة التي تتطلبها التربية على قيم المواطنة الديمقراطية. وسجل، من جانب آخر، أن الشباب المستفيدين من الورشات العملية المنظمة في إطار هذا اللقاء تم اختيارهم وفق معايير مبنية على مدى ديناميتهم داخل مؤسساتهم التعليمية أو داخل جمعيات المجتمع المدني على المستوى المحلي والجهوي والوطني. ويهدف هذا المؤتمر، الذي ينظمه المركز المغربي للتربية المدنية، إلى التعرف على المهارات والمعارف والقيم التي يحتاجها المتعلمون من أجل مواطنة ديمقراطية، وذلك في أفق ممارسة تربوية جماعية تهدف إلى خلق مناخ تعليمي – تعلمي سليم تراعى فيه الشروط الموضوعية والذاتية للممارسة التربوية على نحو يساهم إيجابا في تسليح المتعلم بقيم المواطنة الديمقراطية التي تمكنه من المساهمة الفاعلة في بناء علاقة ايجابية مع محيطه الخاص والعام. ويعرف هذا الملتقى الدولي مشاركة رؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة وخبراء وأكاديميين من أوربا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا، فضلا عن فعاليات من المجتمع المدني المحلي والدولي. وينكب المشاركون على مناقشة قضايا تربوية بالغة الأهمية من قبيل التربية على المواطنة الديمقراطية والالتزام المدني والتربية على المواطنة وحوار الثقافات. كما يتضمن برنامج الملتقى عروضا وورشات علمية يؤطرها خبراء وأكاديميون في مجال التربية على المواطنة الديمقراطية، تستهدف تطوير آليات الاشتغال وطرق الممارسة البيداغوجية الهادفة إلى الارتقاء بالمواقف والاتجاهات الرامية إلى تكريس قيم المواطنة وترسيخ السلوك الديمقراطي. ويندرج هذا المؤتمر في إطار الأنشطة التربوية والثقافية التي يقوم بها المركز المغربي للتربية المدنية بتعاون مع شركائه المحليين والدوليين.