مراكش- تدابير إحترازية ممتازة تُرافق أول صلاة للجمعة بعد 7 أشهر من التوقف
و م ع -مراكش – بعد توقف استمر لما يربو عن سبعة أشهر جراء جائحة (كوفيد-19)، نودي ظهر اليوم الجمعة بمدينة مراكش، لصلاة الجمعة بالمساجد الكبرى التي حددتها المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإقامة هذه الشعيرة الدينية.
وصدحت مآذن المدينة الحمراء بالنداء أن “حي على الصلاة”، وسط أجواء من الخشوع والابتهال والتضرع إلى المولى عز وجل، ومشاعر من الفرح غمرت قلوب ساكنة المدينة الحمراء، وهم يعودون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة.
وبمسجد الكتبية، أحد أكبر جوامع مراكش وأعرقها تاريخا ومعمارا، رصدت عدسة وكالة المغرب العربي للأنباء، توافد عدد كبير من المصلين إلى أبواب المسجد في انتظار رفع الأذان، واصطفافهم في طوابير لتعقيم أياديهم والتثبت من درجة حرارتهم قبل الولوج إلى الجامع.
وتقيد المصلون بالتدابير والإجراءات التي أقرتها السلطات المختصة لتفادي تفشي فيروس كورونا، من خلال ارتداء الأقنعة الواقية، وجلب سجادات خاصة بهم والالتزام بمسافة التباعد الجسدي آمنة من خلال وضع علامات تحدد مكان كل مصل من أجل منع أي تقارب جسدي.
ومباشرة بعد رفع أذان الصلاة، ألقى إمام وخطيب المسجد، خطبتي الجمعة اللتين تناولتا فضل تعلق المؤمن ببيوت الله، مبرزا أن هذا الحب الشديد “دليل على قوة صلة العبد بربه، لأن المساجد بنيت لتؤدى فيها الفريضة جماعة”.
وذكر الخطيب بأن قرار إغلاق المساجد جاء بناء على فتوى من علماء الأمة استلهموها من نصوص الشرع التي تؤكد على ضرورة حفظ الأبدان، وتقديم دفع المضرة على جلب المصلحة، وتحقيق الطمأنينة والخشوع في الصلاة.
واتخذت المندوبية الجهوية للأوقاف والشؤون الإسلامية بمراكش، بتنسيق مع السلطات المحلية، كافة الاستعدادت اللازمة لإقامة صلاة الجمعة، بما في ذلك التدابير الاحترازية المنصوص عليها ضمن البروتوكول الصحي المعمول به.
وبالمناسبة، ذكر المندوب الجهوي للوزارة، السيد عبد الرحيم بغزلي، بصدور قرار عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ترتب عنه فتح المساجد لصلاة الجمعة، بحيث يبلغ عدد المساجد الجامعة التي ستحتضن هذه الصلاة على صعيد عمالة مراكش حوالي 180 مسجدا من أصل 185.
وأضاف السيد بغزلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المندوبية عملت على تحسيس المصلين بضرورة احترام كافة الشروط الاحترازية المعمول بها منذ مدة في المساجد، والتي من ضمنها احترام مسافة التباعد الاجتماعي والإغلاق الكلي لدورات المياه وعدم تشغيل المكيفات، إلى جانب عدم المصافحة ومنع التجمعات، وضرورة ارتداء الكمامة وغيرها من الشروط الاحترازية.
وأشار إلى أنه تم التنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية بعمالة مراكش من أجل تعقيم المساجد وتنظيفها، وتكوين لجان محلية أمام المساجد المفتوحة للصلاة من أجل قياس الحرارة وضبط عملية ولوج المساجد للتأكد من مدى احترام المصلين لكافة الشروط الاحترازية.
من جانبهم، أبان عدد من المصلين الذين توافدوا على مسجد الكتبية ومساجد المدينة الحمراء المرخص بفتحها عن “وعي تام والتزام كبير” بالضوابط الوقائية المسطرة من طرف السلطات المختصة لتفادي انتشار الوباء.
ورحبوا، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بقرار فتح مساجد إضافية وإقامة صلاة الجمعة بها من جديد بعد انقطاع دام لشهور، متضرعين إلى المولى عز وجل بأن يرفع هذا الوباء، عاجلا غير آجل، حتى تعود الحياة إلى ما كانت عليه سلفا.
وحسب المندوبية الجهوية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يشمل التوزيع الجغرافي للمساجد الإضافية المفتوحة على مستوى عمالة مراكش بـ65 مسجدا، ليرتفع العدد الإجمالي للمساجد المفتوحة على المستوى الجهوي إلى 185 مسجدا.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد أعلنت عن الرفع من عدد المساجد المفتوحة إلى عشرة آلاف مسجد، وأن تقام صلاة الجمعة فيها، بالإضافة إلى الصلوات الخمس، وذلك ابتداء من صلاة يوم الجمعة 28 صفر 1442 هـ الموافق ل 16 أكتوبر 2020 م.
وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، أنها ستقوم بما يلزم لإنجاح هذه العملية ومتابعتها بتنسيق مع السلطات المختصة، مبرزة أنه ستراعى في المساجد المفتوحة لصلاة الجمعة نفس الاحترازات الصحية المرعية في المساجد التي سبق فتحها للصلوات الخمس. كما سيراعى تطور الوضعية الوبائية على الصعيدين الوطني والمحلي.