مراكش: خبراء مغاربة ودوليون يناقشون سبل النمو الاقتصادي الشامل
نظم المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل مؤتمرا دوليا حول موضوع ” من أجل تعزيز النمو الاقتصادي الشامل”. وعرف المؤتمر، الذي احتضنته مدينة مراكش، مشاركة العديد من الخبراء الاقتصاديين و الأكاديميين الدوليين و بعض فاعلي المجتمع المدني، الذين قاربوا سؤال التنمية بمقاربات مختلفة قصد بلورة نموذج تنموي شامل متجاوز للإشكالات التي يعرفها العالم العربي.
وأجمع المشاركون على ضرورة إدماج الشباب، النساء واللاجئين باعتبارهم مكونات رئيسية للتنمية الشاملة. وهكذا، عزا الخبير الاقتصادي هشام الموساوي قصور النموذج التنموي في العالم العربي إلى عدم إدماج الشباب اقتصاديا و ذلك لافتقادهم لثقافة ريادة الأعمال مما يقتضي إحداث تكوين و تأطير لهذه الفئة قصد الحد من أزمة البطالة المستشرية وسط هذه الشريحة التي تعتبر المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي.
ومن أجل البحث عن حلول لتجاوز إشكالية إقصاء الشباب، أقترح الموساوي، مدير مؤسسة إفريقيا الحرة إحداث إصلاح مؤسساتي وبلورة ترسانة قانونية سليمة وأيضا ضرورة القيام بتغيير في العقليات والأفكار من أجل تشجيع ريادة الأعمال باعتبارها آلية لخلق النمو الشامل .
ومن جهة أخرى، أشارت زهرة لانغي مديرة مؤسسة “منصة المرأة الليبية للسلام ” إلى مسببات الإقصاء و التهميش الذي تعاني منه المرأة في المنطقة العربية حيث أكدت على حتمية إحداث قطيعة مع الفكر الذي يؤسس للإقصاء و الأبوية المهيمنة ، الذي يعتبر عائقا رئيسيا أمام إدماج المرأة اقتصاديا و اجتماعيا.
وفي السياق ذاته، دعت الباحثة و الأكاديمية اللبنانية شارلوت كرم إلى إلزامية خلق نماذج اقتصادية جديدة قائمة على المناصفة و إلى البحث عن التناسق الاجتماعي و عن كيفية حماية الحقوق الفردية بدل الحديث عن المساواة بين الرجل و المرأة بمفهوم غير واضح اقتصاديا واجتماعيا. وفي مجال التجارب الريادية ، عرضت رائدة الأعمال المغربية منال الأثير تجربة مؤسسة ” أصيلة ” في تأطيرها و تأهيلها لنساء العالم القروي من أجل إدماجهن في سوق الشغل.
و قد خصص الشطر الثاني من المؤتمر لكيفية إدماج اللاجئين في ظل التحديات الراهنة ، حيث تم عرض مجموعة من التجارب التي نالت نجاحا و تميزا في مجال إدماج اللاجئين و من بين هذه المؤسسات نجد التي تسعى إلى تأهيل فئات المجتمع الأكثر هشاشة خصوصا اللاجئين السوريين ، العراقيين والفلسطينيين، و قد نجحت المؤسسة في تشغيل 75 من المائة من اللاجئين المستهدفين بتمليكهم مجموعة من المهارات و الآليات كإتقان المعلوميات و اللغات وتقوية قدراتهم العلمية و العملية قصد ولوج سوق الشغل كذلك تمكينهم من طرائق التفكير العقلاني النقدي.
إلى ذلك، عرضت مديرة مؤسسة “ثاكي” اللبنانية روديانا عبدو برامج مؤسستها التي تستهدف المستهدفة اللاجئين و المراهقين و الشباب و ذلك عن طريق تلقينهم التقنيات الإلكترونية و التكنولوجية. و حسب ذات المتدخلة فقد ساهمت المؤسسة في تعليم أكثر 3000 طفل. وفي برنامج مماثل قدم كذلك عصمان كاكيروغلو مدير مشروع مبادرة سبل العيش للاجئين “تركيا التي تسعى إلى استقبال اللاجئين وتلقينهم الدعم التقني والمادي من أجل افتتاح مشاريعهم الخاصة، بينما قامت مؤسسة جسور بافتتاح مدارس متنقلة لصالح أطفال اللاجئين الذين وصلوا إلى سن التمدرس وتهيئتهم لولوج المدارس العمومية.