مراكش – معرض فني للمستفيدين من خدمات مركز محاربة الإدمان بحي الملاح
مراكش – افتتح، مساء أمس السبت بقصر البديع بمراكش، معرض تشكيلي يسلط الضوء على الإبداعات والأعمال الفنية التي أنجزها المستفيدون من خدمات مركز طب الإدمان بحي الملاح بمراكش، وذلك بحضور ثلة من المسؤولين والشخصيات من مختلف الآفاق.
ويشكل هذا المعرض، الذي ينظمه قطب المصاحبة الاجتماعية بمركز طب الإدمان والجمعية الجهوية “باراكا إدمان” في إطار أنشطة الدورة الأولى لمهرجان “باركا إدمان” (خلال الفترة من 5 إلى 29 فبراير الجاري)، وعرف افتتاحه حضور، على الخصوص، والي جهة مراكش-آسفي، وعامل عمالة مراكش، السيد كريم قسي لحلو، مبادرة اجتماعية وإنسانية كبيرة تروم جعل الزائرين يكتشفون الإبداع الفني للمستفيدين من هذه المؤسسة التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشينها في فبراير 2019.
ويوفر هذا المعرض الفني، ذو الطابع الخاص من حيث جوانبه الاجتماعية والإنسانية والثقافية، فضاء حقيقيا للتعبير لفائدة هؤلاء الأشخاص المدمنين الذين يرغبون في إظهار مواهبهم وما يخالجهم من خلال الفنون التشكيلية.
كما يبرز الكيفية التي يمكن من خلالها للفن أن يضطلع بدور أساسي في تمكين هؤلاء المستفيدين من استعادة الثقة بالنفس والحفاظ على شعلة الأمل وإقامة علاقات اجتماعية جديدة قادرة على تسهيل عودتهم إلى الحياة الطبيعية، عبر إسماع أصواتهم بالإبداع الفني.
وبالمناسبة، أكدت رئيسة الجمعية الجهوية “باراكا إدمان”، السيدة حنان المولاحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المهرجان ينظم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمركز طب الإدمان، مضيفة أن عدد المستفيدين من الرعاية الطبية والاجتماعية، التي قدمها المركز منذ افتتاحه إلى غاية دجنبر الماضي، يصل إلى 290 شخص مدمن.
وأضافت السيدة المولاحي، وهي أيضا رئيسة قطب المصاحبة الاجتماعية بمركز طب الإدمان، أن أكثر من 5 آلاف شخص، من جميع الفئات العمرية، استفادوا كذلك من جلسات التوعية التي تقوم بها كل جمعة وحدة متنقلة في المدينة العتيقة بمراكش، وكل يوم أربعاء في المؤسسات التعليمية.
وأبرزت الحصيلة الإيجابية للعمل الذي قام به المركز خلال سنته الأولى، معربة عن التزام جمعيتها بضمان استمرار هذه الأعمال بغية المساهمة في المبادرات الرامية إلى مكافحة سلوكيات الإدمان والوقاية من تعاطي المخدرات، لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين.
كما ذكرت السيدة المولاحي بالمجهودات المبذولة والتعبئة المستمرة لمنخرطي الجمعية والعاملين بمركز طب الإدمان للقيام بهذه المهمة النبيلة.
وتم خلال الافتتاح تقديم عروض فنية وغنائية أداها، على الخصوص، المستفيدون من هذا المركز، في سياق التعبير عن معاناة الأشخاص المدمنين.
ويشتمل برنامج هذا المهرجان، بالإضافة إلى هذا المعرض، على ورشات عمل مخصصة للتوعية بأهمية حماية البيئة، وتزيين حي الملاح بمشاركة السكان، وكذا لقاءات للتوعية بالأخطار التي يمثلها الإدمان على الانترنت والشبكات الاجتماعية.
كما يتضمن البرنامج حدثا رياضيا نسائيا تحت شعار “فتاة اليوم، أم الغد” وأياما للأبواب المفتوحة من أجل التعرف على مركز طب الإدمان وخدماته وأعماله لفائدة الأشخاص المدمنين.
ومن المنتظر أن يتم تنظيم ندوة يوم 29 فبراير الجاري حول موضوع “دور المصاحبة الاجتماعية في الحد من آفة لإدمان”، وذلك بمشاركة خبراء ومتخصصين وعدد من الفاعلين الجمعويين.
ويعتبر مركز طب الإدمان بحي الملاح، الثاني من نوعه المنجز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن على مستوى المدينة الحمراء، بعد مركز حي كيليز، آلية فضلى للعلاجات والتحسيس والتشخيص والوقاية والمصاحبة النفسية-الاجتماعية.
ويندرج المركز في إطار برنامج وطني لمحاربة سلوكات الإدمان بدأ تنفيذه في 2010 من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية.
ويروم هذا البرنامج الوطني تحصين الشباب ضد استعمال المواد المخدرة، وتحسين جودة التكفل بالمدمنين، لاسيما مستهلكي المخدرات، وتيسير الولوج لبنيات التكفل، فضلا عن تشجيع انخراط المجتمع المدني والقطاعات الاجتماعية في معالجة إشكاليات الإدمان.
ويقوم مركز طب الإدمان، على غرار المراكز المنجزة من طرف المؤسسة بعدد من المدن المغربية، بأعمال التحسيس والوقاية من استعمال المواد المخدرة، ويضمن التكفل الفردي الطبي والاجتماعي بالأشخاص الذين يعانون من سلوك إدماني، إضافة إلى العمل على تشجيع الأسر على الانخراط الفعلي في جهود الوقاية.
وتتمثل أهدافه، أيضا، في إعادة الإدماج الاجتماعي للأشخاص المعنيين، فضلا عن تأطير وتكوين الجمعيات في مجال الحد من أخطار الإدمان.
ويشتمل مركز طب الإدمان بحي الملاح، الذي تبلغ مساحته المغطاة 460 متر مربع، على قطب للمصاحبة الاجتماعية (قاعة للتعبير الجسدي والفني وقاعة للمعلوميات، وقاعة للرياضة، ومكتب جمعوي)، وقطب طبي يشتمل على قاعات للعلاجات، والفحوصات في الطب العام، وفي الطب العقلي وطب الإدمان.