مراكش—هذا ما أكده الخبراء الدوليون بخصوص مستقبل التنمية في القارة السمراء
الكاتب:
و م ع مراكش 24
أكد خبراء وفاعلون في القطاعين العام والخاص، خلال ندوة موضوعاتية نظمت في إطار اجتماع مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وإفريقيا بمراكش، (6 – 7 مايو)، أن تنمية إفريقيا تتطلب جهودا استثمارية متعددة الأشكال ومبتكرة في مجال الطاقات المتجددة حتى تتمكن القارة من تلبية حاجياتها من الطاقة وتتطلع إلى تقدم وازدهار شعوبها. وأكدوا، في معرض تدخلهم خلال هذه الندوة التي تمحورت حول موضوع “تحقيق الوصول العادل للطاقة”، أن هذه الجهود، الاستثمارية، يتعين أن تستهدف، بالأساس، الطاقات المتجددة (الشمسية والريحية) في إطار “شراكات ذكية” ومرنة تتلاءم مع الواقع السوسيو-اقتصادي بإفريقيا. وفي هذا السياق، أبرز سامير هاجي، مؤسس ومدير مجموعة “نورو إينرجي”، أن النماذج التقليدية للاستثمارات (استثمارات عمومية، مشاريع ترتكز على الطاقات الأحفورية) أبانت عن محدوديتها ذلك أن ما يقارب 600 مليون نسمة بإفريقيا لا تزال تعاني من عجز طاقي. وأضاف أن إفريقيا تتوفر على مؤهلات هامة في مجال الطاقات المتجددة، فضلا عن انخفاض تكلفة الاستثمار في هذا الصنف الطاقي، وخاصة بالنسبة للطاقة الشمسية، ما يتيح للقارة فرصا واعدة لتدارك تأخرها في هذا المجال الحيوي، من خلال إطلاق مشاريع ذات حجم وتركيبة مالية ملائمة وخاصة بالعالم القروي. من جانبه، أبرز شريف عبد المسيح، المدير العام ل”فيوتشر إنيرجي كوربورايشن”، أن العجز الطاقي بإفريقيا ناجم بالدرجة الأولى عن الاختلال الحاصل على مستوى الاستثمار في هذا القطاع. وقال، في هذا الصدد، إن الطاقات المتجددة لا تمثل سوى 5ر0 في المائة من الاستثمارات بالقارة على الرغم مما تزخر به هذه الأخيرة من مؤهلات، ما يستدعي، وبشكل حثيث، إتاحة فرص الولوج إلى التكنولوجيات ذات الصلة. وأكد أن ضمان تعميم الاستفادة من الطاقة، الذي يعد شرطا أساسيا لتحقيق التنمية بإفريقيا، يفرض على بلدان القارة، بذل جهود لتجاوز النماذج التقليدية ومضاعفة المبادرات بغية تشجيع الاستثمار الخلاق في قطاع الطاقات المتجددة. وقال عبد المسيح، في هذا الشأن، إن الأمر يتعلق بالانفتاح على نماذج للأعمال والاستثمار تقوم على شراكات متعددة الأشكال تدمج القطاعين العام والخاص والساكنة والمانحين في مبادرات مشتركة، مشيرا إلى أن نسبة التغطية بالطاقة الكهربائية بإفريقيا لا تتجاوز 71 في المائة بالوسط الحضري وتقارب 20 في المائة بالعالم القروي.