المهرجان الوطني للفنون الشعبية يختم الدورة 53 بتميز ناجح بكل المعايير
اختتمت، مساء أمس الاثنين، في رحاب المسرح الملكي بمراكش، فعاليات الدورة ال53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، بأمسية فولكلورية بهيجة، أثثت فقراتها أزيد من 30 فرقة فلكلورية من أجود الفرق الفنية التراثية المغربية.
وقدمت هذه المجموعات خلال الحفل الختامي لهذه التظاهرة، التي نظمت، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عروضا موسيقية متنوعة وأهازيج فلكلورية تعكس غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي الأصيل.
واستمتع جمهور المهرجان، سواء المراكشي أو زوار المدينة الحمراء المغاربة والأجانب، في هذه الأجواء الفولكلورية والاحتفالية التي تأتي لتعزز الدينامية الثقافية التي تعيش على وقعها مدينة مراكش، متنفسا حقيقيا، لواذا من رمضاء المدينة وطقسها الحار نهارا.
وقال محمد الكنيدري رئيس جمعية الأطلس الكبير، ومدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية في تصريح ل”الصحراء المغربية”، إن الدورة ال53 من المهرجان “عرفت نجاحا كبيرا يعكسه عدد الفنانين المشاركين الذي قدر ب 700 فنانا وفنانة من جميع مناطق وجهات المملكة”، بالإضافة إلى مشاركة ثلاث فرق صينية وهو نهج اعتمده المهرجان والقائم على انفتاح الفلكلور المغربي على أشكال فنية أخرى أجنبية تجسيدا لقيم التلاقح والتلاقي والحوار بين الثقافات والفنون وبين الفرق المغربية والأجنبية المشاركة، معتبرا أن دورة 2024 هي من “أنجح دورات المهرجان”.
وأوضح الكنيدري، أن استضافة هذه الفرق الأجنبية على امتداد دورات المهرجان تتوخى تعزيز الوعي لدى الفنانين المغاربة بأهمية ما يحملونه من موروث فني و ثقافي يتعين الحفاظ عليه والاعتناء به وممارسته نظرا للحمولة الغنية للفنون الشعبية.
وأشار الكنيدري إلى أن الدورة 53 النسخة تعتبر انطلاقة جديدة وقوية للمهرجان بعد جائحة كوفيد-19، وتميزت بالعودة لتقليد “ليلة النجوم” التي دأبت إدارة المهرجان على الاحتفاء من خلالها في كل دورة برمز من رموز الأغنية العربية، مؤكدا أن المهرجان يساهم بشكل كبير في خلق دينامية اقتصادية مهمة بالمدينة الحمراء و يسهم في تعزيز إشعاع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة التي تزخر بتراث فني عريق.
وبعدما أبرز أن المهرجان اتسم بالتنوع، كشف أن الجمهور استحسن جميع فقراته، معبرا عن تفاؤله بخصوص الدورات اللاحقة للمهرجان الوطني للفنون الشعبية.
من جانبها، أوضحت فاطنة الكحولي أو فاطمة الشلحة كما يعرفها المغاربة، رئيسة فرقة “الميزان الهواري”، أنها دأبت على المشاركة في المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، معبرة عن أملها في أن يحافظ الخلف على عادة السلف، من أجل ضمان استمرارية هذا التراث.
وأضافت فاطمة الشلحة، أن الفنون الشعبية المغربية تشكل تراثا غنيا حقيقا بأن يدعم ويوصل للأجيال الصاعدة حتى لا يندثر، منوهة بالجهود التي تم بذلها لإنجاح هذا الحدث الثقافي الذي يعمل على المحافظة على التراث المغربي برمته.
وعرفت الدورة ال53 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، التي نظمتها جمعية الأطلس الكبير، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبدعم من المجالس المنتخبة، تحت شعار” الايقاعات والرموز الخالدة”، واستضافت الصين كضيفة شرف، مشاركة أزيد من 30 فرقة فولكلورية.
وشكلت الدورة استمرارية للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي يعد من أقدم المهرجانات بالمغرب، وقاعدة أساسية للحفاظ على الموروث الثقافي للمملكة، حيث لم يسبق للمهرجان أن التأم فيه، منذ تأسيسه سنة 1959، هذا العدد من الفنانين (700).