مراكش _ظاهرة شرع اليد .. الدجاج والبيض والقاضي
عبد الحميد الرحماني
لا حظ متتبعون للشأن المحلي بمدينة مراكش إرتفاع وتيرة ما يصطلح عليه عند رواد الفايسبوك “شرع اليد ” التي يتجاوز فيها بعض المواطنين في حالات معزولة من حين لأخر إختصاصاتهم وإستغلال الوضع وممارسة العنف خلال فترة 3 دقائق أو 10 دقائق التي يستوجبها حضور رجال الأمن لمكان الحادث . وكل هذا بدون موجب حق وخارج الإطار الذي يسمح به القانون وخصوصا الحالات التي يكون فيها المشتبه به أعزل ولا يحمل أي سلاح يمكن أن يشكل خطرا.
و أظهرت الفيديوهات التي تم نشرها على اليوتيب مواطنين من ساكنة المحاميد والأحياء المجاورة التي تغطيها المنطقة الأمنية الرابعة في حالة غضب يلعبون دور الشرطة والقاضي في نفس الوقت , إذ شهد هذا الحي لوحده أزيد من 13 حالة تطبيق شرع اليد خلال أقل من شهرين وسجلت كاميرا الهواتف المحمولة مواطنين غاضبين ومتجمهرين يتجاوزون صلاحياتهم ويبالغون في لعب دور البطولة وتوقيف المشتبه بهم وتعريضهم للضرب و الحط من كرامتهم الإنسانية وبعيدا عن إحترام القوانين الجاري بها العمل .
الإشكالية التي تطرحها هذه الظاهرة تبقى أكثر تعقيدا على إستيعاب وفهم المواطن البسيط إذ تشكل تهديدا حقيقيا على سير المؤسسات الدستورية باكملها وعلى رأسها المؤسسات القضائية والأمنية .وبالتالي الشارع الذي يعد فضاءا عموميا سيسقط في يد أشخاص غير مؤهلين بتاتا للإنفراد بإستتباب الأمن الذي يبقى مسؤولية تتطلب مجموعة من التدابير والإجراءات القانونية
وعلى اي فإن الظاهرة حتى وإن كانت في الوقت الراهن لا تستدعي التهويل والتخويف إلاانها تستوجب دراسات عميقة يتشارك في صياغتها الفاعلون المدنيون إلى جانب المؤسسات الأمنية والأحزاب السياسية بالإضافة للساكنة التي تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية وخصوصا الذين يؤمنون أن الإعتداء يستوجب الدفاع عن النفس شرعا إستنادا لمجموعة من الأقوال التي تدرج ضمن خانة ” قالوا ناس زمان” والتي لا زالت تعشعش في العقول …..و في الختام فالأكثر غرابة هو أن المغاربة يتجندون للمطالبة بمحاسبة أي مسؤول أمني إستعمل العنف في حق المواطنين بدون موجب قانوني , غير أن نفس المواطن يرى ان من حقه إستعمال كافة أنواع العنف لتوقيف المعتدين …
وعلى أي فمسببات ودوافع هذا الظاهرة باتت تستوجب تدخلات قضائية عاجلة لرد الأمور لمجراها الطبيعي سيرا على المقولة المغربية ” حتى دجاجتي وقفات عند القاضي ..عاد البيض هرسوه ولادي” والتي تحكي عن الحرج الذي طال متقاضيا تقدم بطلب لإنصافه من ضرر يطاله من جاره الذي يتعمد تكسير كل بيضه قبل أن يقرر القاضي التوجه لمنزل المشتكي وقبل أمتار قليلة من وصوله للمنزل لاحظ بالمنزل المجاور أطفالا يكسرون بيض دجاج فتوجه بسؤالهم عن اسباب قيامهم بهذا السلوك الذي يعاقب عليه القانون فأجابوه أن والدهم ظل ينتظر تدخل القاضي منذ أزيد من أسبوع لوقف إعتداءات جارهم دون جدوى وفي غفلةمن والدهم قرروا الإنتقام والرد على الجار بالمثل وهو ما جعل القضية تأخد منحى أخر لأن القاضي أصبح أمام شكايتين متكافئتين وليس شكاية واحدة.