معهد العالم العربي في باريس يحتفل بحدائق مراكش والعالم العربي
تقول صحيفة لوموند في تقريرها حول هذا الحدث إنها دعوة جميلة لاكتشاف سفينة من الزجاج والصلب، للمهندس المعماري الفرنسي، في المعرض التعليمي الذي يضم رسومات، ومنمنمات، ولوحات ومنحوتات، وعناصر زخرفية.
مدني قصري
بلاد ما بين النهرين
تبدأ القصة في بلاد ما بين النهرين، قبل عشرة آلاف سنة، فيما كان الإنسان يروّض الطبيعة من خلال ممارسة الزراعة، واستنباط أنواع نباتات الظل والضوء من أجل تذوق متعة الحواس.
الهلال الخصيب مهد الحضارة
رفع مهندس المناظر الطبيعية مايكل بِينا، التحدي، وتصور بستان العصور القديمة في قلب باريس. لقد سجل موقعا طبيعيا على ساحة من الخرسانة، للكفاح، كما قال، ضد المدينة، عن طريق اختيار النباتات التي تعطي الطعام، كأجشار البرتقال والزيتون والنخيل والرمان، الخ”.
لقد نظم فضاء يشبه فضاء البدوي في الصحراء الذي ينشر سجاده المزروع بالزهور والفاكهة، في صورة أشبه بالجنة.
يقول هذا البستناي الفرنسي “إن الثقافة تأتي من الدراسات الثقافية. ففي الهلال الخصيب، مهد حضارتنا، حيث نشأت الكتابة، والهندسة المعمارية، وقوانين المدينة، كان اختراع الأراضي الصالحة للزراعة هو الاختراع الأول في بلاد ما بين النهرين”.
سجاد متحرك
في معهد العالم العربي تم تغطية حديقة الشرق بسجاد نباتي طائر، في شكل إسقاطات بصرية في شكل مضلع نجمي، من تصميم المهندس المعماري فرانسوا أبيلانيت، تنمو فوقه 6600 من النباتات المعمرة من 160 صنفا. وتوحي هذه النباتات بالحدائق المعلقة لـ نبوخذ نصر في بابل (العراق)، في الألفية الأولى قبل الميلاد.
آشور بانيبال
تقول بياتريس أندريه سالفاني، المدير الفخري لمتحف اللوفر لقسم الآثار الشرقية “كان الملوك البابليون فخورين بساتينهم والحدائق النباتية التي كانت جزءا من بساتينهم ، تصمم وتشكل لفرحة العين”.
كان الملك الآشوري العظيم آشور بانيبال (القرن التاسع قبل الميلاد.) في نمرود – العاصمة التي دمرت في عام 2015، قرب الموصل (شمال العراق) – قد أمر بريّ الصحراء، وبزرع بساتين بجميع أنواع الأشجار المثمرة، على ضفاف نهر دجلة”.”وكانت تلك طريقة لتأكيد قوته وترتيب مكان للترفيه لشعبه.
عرض مبهر
هذا التقليد المزدوج هو الذي ما زال مستمرا في مدينة مراكش بالمغرب، حيث يمتد على مساحة 515 هكتار في أكدال، أمام القصر الملكي، بستان واسع من أشجار الزيتون وأشجار البرتقال وأشجار الرمان، تجري من تحتها زراعة الخضراوات والزهور.
حدائق مراكش
وهذا البستان الذي زرع في عهد الموحدين (القرن الثاني عشر)، والذي انتهى إنجازه في القرن التاسع عشر، والذي لديه خلفية قمم جبال الأطلس، سيفتح قريبا أمام سكان مراكش.
وفي مراكش أيضا يمكننا ايضا مشاهدة النسخة النموذج لحديقة المتعة الحديثة التي زرعت في 1930 على يد الرسام جاك ماجوريل.
حديقة المسجد الكبير
أخيرا سيتم، وبحكمة، إكمال معرض معهد العالم العربي وعلى بعد بضع خطوات، بحديقة المسجد الكبير في باريس، والتي افتتحت في عام 1926، والتي تم تجديدها حديثا، والتي صنفت أثرا تاريخيا منذ العام 1983.
إنه الحدث الذي ينمق ويكرس الحضارة العربية الإسلامية.