مقلي أو مشوي ..السردين غداء متكامل يحظى بثقة الأسر في مراكش

عبد الحميد زويت _مراكش24

في أسواق مدينة مراكش المغربية , يحظى سمك السردين يوميا بإقبال  متجدد و طلب مستمر من طرف جميع ربات البيوت على إختلاف مستوياتهم الإجتماعية , وذلك لإعتبارات متعددة , أبرزها جاهزيته كمكون أساسي  يمكن الإعتماد عليه في  تحضير أطباق متنوعة و لذيذة لجميع أفراد الأسرة ..

وتتنوع دوافع و دواعي الإقبال على سمك السردين في أسواق مراكش بين الأحياء الفقيرة والأحياء الغنية وحتى  الأحياء المتوسطة , ربات البيوت في المناطق الأكثر هشاشة بمراكش تلجأن في أغلب أيام الأسبوع  لسمك السردين , حيث يفضلن تخصيص سمك السردين القادم من ميناء مدينة أسفي للقلي , في حين تفضل ربات البيوت تخصيص السردين القادم من موانئ الصحراء المغربية للشواء فوق الفحم مع قليل من الملح وقطرات  من عصير الحامض  ,  أو وضعه في أنية مسطحة كبيرة بإضافة البطاطس والطماطم والفلفل الأخضر , وإرساله لأقرب فرن جماعي ,  وذلك كلما تأرجحت أثمنة الدجاج,  أو وصلت لأثمنة قياسية , مثلما هو الحال الأن ,  حيث يصل  ثمن الدجاج ل 20 درهما للكيلو الواحد .

وفي الأسواق الممتازة والأسواق الواقعة بمحيط  أحياء الطبقات الإجتماعية المتوسطة  تختار ربات البيوت سمك السردين القادم من الأقاليم الجنوبية للمملكة على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لتقديمه مشبعا في التوابل والتوم وغطسه للقلي في الزيت قبل تقديمه كمكون أساسي لوجبة الغداء بالإضافة لأطباق مكملة أخرى من الباذنجان و طبق الخبيزة التقليدي و البطاطس .

أما في الأحياء الغنية في مدينة مراكش , يتذوق أيضا أغنياء المدينة سمك السردين خلال فترة الخريف والصيف ,  حيث يتم تقديم سمك السردين الصغير القادم من مدينتي الصويرة وأسفي مع غطسه في محلول مخلل إلى جانب الخبز الكامل والطماطم الحلوة الوافدة من منطقة الواليدية القريبة من مراكش , كما يمكن تذوقه  أيضا مع شواية مكتملة من سمك السردين القادم من مدينة طانطان المغربية والتي يتميز منتوجها من سمك السردين بكبر الحجم ما يجعله مناسبا ومثاليا للشواء  .

و تعتمد الأسر الهشة أيضا على وجبة السردين بشكل أساسي كلما تقلصت  الموارد المالية للأسرة  مثل الفترة الحالية التي تعيشها المدينة , وذلك بعد إنكماش الأنشطة السياحية في المدينة الحمراء حيث تعيش أغلب الأسر التي كانت تشتغل في السياحة على دعم وزاري يبلغ 2000 درهم شهريا يمكن إستلامها من الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي , في حين لم يتمكن المئات من المشتغلين في السياحة من تسلم الدعم الوزاري الشهري نظرا لعدم وجود أسمائهم ضمن قاعدة البيانات التي تمسكها وزارة السياحة والتي تضم أسماء الأجراء و العمال الناشطين بالقطاع السياحي في مدينة مراكش .

وجود سمك السردين بوفرة في أسواق مدينة مراكش بثمن لا يتجاوز 10 دراهم كأقصى حد للبيع يبقى الباب مفتوحا أمام جميع الطبقات الإجتماعية وحتى أكثرها هشاشة لتناول وجبة متكاملة وغنية ولا تخلو من البروتينات الضرورية والأملاح المعدنية علاوة على فيتامين D الضروري للجسم  وحتى في الأوقات الأكثر صعوبة يبقى سمك السردين صديقا وفيا ومخلصا دوما في متناول  جميع الاسر بمراكش , بإستثناء فترات قليلة ومحدودة من  السنة يرتفع خلالها سعره لما فوق 10 دراهم المعتادة ويصل ل15 درهم .

وعلى الرغم من أن مدينة مراكش ليست مدينة بحرية إلا أن الأسر المراكشيبة العريقة تتداول وصفات مميزة لتهيئة السردين في أطباق متنوعة أغلبها مخصص لوجبة الغداء,  في حين يمكن من حين لأخر أن نصادف مجموعة من الصناع التقليديين يتناولون  وجبة غنية للفطور بسمك السردين المشوي مصحوبة بكؤوس منعنعة للشاي